"خرجة مثيرة للجدل"...هل عاتب أخنوش وهبي بسبب بلاغ "أزمة التواصل"
بادر عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة ليخمد نار الازمة التي اشتعلت داخل البيت الحكومي بسبب بلاغ حزبه الذي اشتكى من ضعف التواصل بين مكونات الحكومة من جهة وبين الحكومة والمواطنين من جهة أخرى، حيث شدد وهبي في خرجة مثيرة خلال المؤتمر الجهوي للحزب بمراكش نهاية الأسبوع الماضي، على التزام “البام” داخل الحكومة ودعم رئيسها.
وفيما لمح المكتب السياسي "للبام" في اجتماع قبل أسبوعين لأزمة تواصل داخلية بين مكونات التحالف الحكومي، كشفت مصادر من داخل التحالف الحكومي أن الموضوع قد يتجاوز ذلك.
واعتبرت هذه المصادر أن وزراء الأصالة والمعاصرة كغيرهم من باقي أعضاء الحكومة الذين يتولون قطاعات استراتيجية، عادة ما يجدون أنفسهم محاطين بلجان تقنية تابعة لرئيس الحكومة "ولا تأتمر بأمر غير أمره"، وهو ما يعتبره وزراء "البام" وصاية عليهم غير مفهومة وغير مقبولة.
وأضافت المصادر ذاتها أن رئاسة الحكومة لها نظرة أخرى للموضوع باعتبار أن "هذه اللجان التقنية تكون مشكلة من خبراء في ملفات معينة وعادة ما يكون الهدف منها "هو مساعدة المسؤولين الحكوميين على إنجاز مهامهم".
وقال وهبي في أشبه ما يكون بالاعتذار أمام أعضاء حزبه: “إذا أبدينا رأينا أو قدمنا ملاحظة، فهذا يدخل في التعامل بصدق مع السيد رئيس الحكومة والحكومة”، وأضاف: “لكننا سنظل ندعم السيد رئيس الحكومة وندافع عن التحالف الحكومي، وسنستمر ولن نحول الحكومة إلى حلبة للصراع على حساب مصلحة المواطنين”.
وتابع وهبي: “لن ندخل في صراعات وقضايا الناس والقوانين تنتظر، سنعطي رأينا ولكننا سندعم الاستمرارية في التنفيذ، وسنبدي رأينا ونحترم في الأخير القرار النهائي”.
وفي محاولة لتخفيف وقع كلامه على مناضلي حزبه، استدرك وهبي بالقول: “نحن حزب مستقل ونبدي رأينا في بعض القضايا بصدق. نحن ملتزمون بالبرنامج الحكومي وملتزمون بميثاق الأغلبية وملتزمون بالقبول الأول الذي قدمناه لرئيس الحكومة الذي نكن له كل الاحترام”.
قبل أن يعود الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ويقول: “نحن نشتغل تحت تفويض للسيد رئيس الحكومة، لذلك نحترم حدودنا في التفويض على مستوى العمل الحكومي، وعلى المستوى السياسي نعبر عن رأينا”، مردفا: “نكن كل الاحترام للسيد رئيس الحكومة”.
وذهب وهبي بعيدا عندما كشف أن اتصالا جرى بينه وبين رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، حيث قال: “اتصل بي رئيس الحكومة وفتح معنا حوارا، وجدنا في بعضنا أننا أخطأنا ووجدنا في الآخر أنه يمكن أن يصححها، وانتهى الموضوع وطوي ونحن نشتغل الآن كما نشتغل”.
ويرى مراقبون ان كلام وهبي اظهر جليا انه تلقى “عتابا” من أخنوش على موقف حزبه، وهو الأمر الذي يفسر خروجه لتقديم التوضيحات الكثيرة التي رددها في مراكش نهاية الأسبوع، وإعادة وضع النقاط على الحروف.