النظام الجزائري يخصص أكثر من 400 مليون دولارا لخوض حرب إعلامية ضد المغرب

النظام الجزائري نظام ماكر بمفهوم ميكيافيلي، أصبح شغل سياسته الداخلية والخارجية هو المغرب، لذلك وجه النظام الجزائري كل امكانياته للإساءة للمغرب ولمؤسساته، وعلى كل الواجهات والأصعدة، آخرها شن حرب إعلامية دولية قذرة ضد المغرب بميزانية ضخمة تتجاوز 400 مليون دولار، وضعها النظام الجزائري رهن إشارة بعض المؤسسات الاعلامية القوية وبعض مراكز البحث المؤثرة وبعض المحللين والسياسيين وبعض المغاربة المعارضين بأروبا وأمريكا وافريقيا لتشويه صورة المغرب وخدمة أجندات الجزائر وجبهة البوليساريو، والترويج لها.

وهذه المعلومات التي سربتها بعض المصادر الغربية، أكدت فيها على ان النظام الجزائري وضع استراتيجية إعلامية ماكرة ضد المغرب ومؤسساته خصوصا الأمنية والعسكرية والملكية، بميزانية ضخمة وضعت رهن مؤسسات اعلامية إقليمية ودولية، ورجال اعلام وسياسيين مشهورين، لخوض حرب بالوكالة ضد المغرب بعد ان شعر النظام الجزائري بالخناق، وبفشل كل مناورته للمس بالوحدة الترابية للمغرب .

استراتيجية إعلامية حدد النظام الجزائري أسسها وآلياتها وأهدافها بدقة على الشكل التالي:

• وضع استراتيجية إعلامية ذات بعد دولي من خلال التعاقد مع مؤسسات إعلامية اقليمية ودولية واعلاميين وسياسيين ومحللين ومراكز بحث خصوصا بأروبا وأمريكيا للدفاع عن المواقف الجزائرية الداعمة لجبهة البوليساريو، والترويج لها .
• تأهيل الأمن الإعلامي الداخلي لمواجهة كل الاخبار والهجمات السبيرانية التي تستهدف الجزائر ، مع دعوة كل المؤسسات والنخب الجزائرية للمساهمة في التصدي للحرب الاعلامية التي تشن ضد الجزائر .
• خلق مؤسسات إعلامية جزائرية مختصة لمواجهة المؤسسات الاعلامية المغربية التي تخوض حربا اعلامية شرسة ضد الجزائر ومؤسساتها، منها قناه ميدي 1 و موقع هسبريس ، وبعض المحللين منهم منار اسليمي، الفاتيحي وصبري ، الخ .
• الاقتناع بأن الجيل الجديد من الحروب يعتمد فقط على تكنولوجيات الاعلام والاتصال ويهدف إلى زعزعة الاستقرار وهو ما يطبق على الجزائر حاليا.
• ضرورة تكييف الاعلام الجزائري البصري والمكتوب والسمعي والورقي والالكتروني مع التطورات الرقمية والمجتمعية التي يعرفها العالم.
• خوض حرب "بروباغاندا" ضد المغرب وتشويه صورته عبر شيطنة مبادراته وتحركات دبلوماسيته.

ويتبين من معالم الاستراتيجية الاعلامية للنظام الجزائري ان المغرب اصبح شغله الشاغل، معتمدا في ذلك على الاعلام الدولي ومستخدما مختلف أساليب التلاعب والتضليل والتشويه، ونقل الأخبار المحرّفة والمسمومة، ونشر الأخبار المفبركة والكاذبة و ‘’الباغاندا’’، ونشر الأخبار الزائفة وما يرافقها من تعبئة شاملة في المنظومات التواصلية لتوجيه الرأي العام وتشويه صورة المغرب، ولضمان الفاعلية لهذه الاستراتيجية الاعلامية، إذ يعتمد النظام الجزائري على التقنيات التكنولوجية السريعة والمذهلة، وتدفق المعلومة فيه بمنسوب عالٍ،في سياق دولي وإقليمي مضطرب ومأزوم.

والملاحظ أن الاستراتيجية الاعلامية للنظام الجزائري ضد المغرب انتقلت في عهد الرئيس الحالي الجزائري تبون إلى حرب الدعاية (البروباغندا) الشرسة، التي لا تقوم بها الا الانظمة العسكرية او المستبدة. بل إن النظام الجزائري حول كل أنواع وسائل الإعلام، من إذاعة وتلفزة وصحف وإعلام الكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي الى أذرع للدعاية ونشر الشائعات والمعلومات الزائفة ضد المغرب ومؤسساته.
وعليه ، فوسائل الإعلام الجزائرية والدولية التي تم ارتشائها بأموال ضخمة جزائرية تحولت لحطب لإشعال الحرب وزرع مشاعر الحقد والكراهية بين مكونات الشعبين المغربي والجزائري. والخطير في الأمر، تحول كل وسائل الإعلام الجزائرية ناطقة رسمية باسم الجبهة الارهابية "البوليساريو".
وتجسّد طريقة تعاطي الإعلام الجزائري مع الهجوم الذي أسفر على قتل بعض عناصر الحركة الإرهابية البولبساريو الذي نفذته  القوات المسلحة المغربية في المنقطة الحدودية بين المغرب وموريتانيا، (تجسّد) مثالاً حياً ونموذجاً ساطعاً، حيث وصلت وقاحة النظام الجزائري إلى رفع شكوى ضد المغرب بالأمم المتحدة، معتبرا الهجوم المغربي قد أصاب جزائريين أبرياء وليس عناصر من الحركة الإرهابية البوليساريو.
ومن تابع ما نشرته وسائل الإعلام الجزائرية البصرية والمقروءة والإلكترونيه بعد إبرام المغرب اتفاقية تعاون عسكري مع إسرائيل سيقف على حجم "بروباغندا’’ النظام الجزائري، وكل اشكال المواصفات والنعوت التي تنمّ عن تجذّر مشاعر العداء والكراهية والحقد تجاه المغرب، حيث لم تتردد صحف وإذاعات وقنوات تلفزية ومواقع إلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي في نعت المغرب بكل الأوصاف القذرة، ومحاولة تقزيم قوته ودوره، والتهكم على مؤسساته، بكونها ‘"صهيونية’’ ،ودمية في يد ‘"الصهاينة’’، وأنها تخدم مصالح’’ الصهيونية و"تتحرش" بالجزائر.
وحسب عدة مصادر فالاستراتيجية الاعلامية الجزائرية تعتمد كل اشكال الدعايات ضد المغرب، وخصوصاً الدعاية العسكرية التي تعتمدها النخبة العسكرية والمخابراتية الجزائرية التي تحاول ترويج صور غير حقيقية عن الجيش الجزائري، كجيش لا يقهر لكونه جيشا قويا ومحترفا ومسلحا بأحدث الاسلحة، ومستعدا لخوض أي حرب، وفي أي وقت وقادر على سحق اعداءه باقل الخسائر.

وقد اعتمدت هذه الاستراتيجية على آليات الحرب الاعلامية المضادة المبنية على الترهيب والتخويف والتهديد للمغرب. لذا على المغرب إعادة النظر في خطته الاعلامية لمواجهة الاستراتيجية الاعلامية الشرسة والخبيثة للنظام الجزائري الذي خصص لها اكثر من 400 ميلون دولارا.

انه زمن الاعلام الميليشياتي للنظام الجزائري الذي فتح حربا اعلامية ضد المغرب بشكل رهيب وبإمكانيات مالية ضخمة من أموال الشعب الجزائري المقهور على امره.
ان الاستراتيجية الاعلامية للنظام الجزائري ضد المغرب تذكرنا باستراتيجية جوزيف غوبلز لسنة 1933 الذي عينه هتلر وزيرا مكلفا بالدعاية التضليلية المبنية على البروبغندا وشعارها ‘’اكذب اكذب حتى يصدقك الناس’’، انها حقيقة الاستراتيجية الجزائرية التي ستنهار كما انهارت استراتيجية جوزيف غوبلز، لانها وبكل بساطة مبنية على الكذب والتزوير والتضليل، لكن هذا لا يعفي الدولة المغربية من إعادة النظر جذريا في استراتيجيتها الاعلامية للدفاع عن مغربية الصحراء لمواجهة استراتيجية النظام الجزائري التي خصصت لها اكثر من 400 مليون دولارا،لخوض حرب بالوكالة ضد المغرب ومؤسساته بعد ان شعر النظام الجزائري بالخناق، وبفشل كل مناورته للمس بالوحدة الترابية للمغرب الذي اصبح قوة اقليمية صاعدة مزعجة لكثير من الدول تحت قيادة رشيدة لملك لا يبالي بتفاهات النظام الجزائري .

د.مبلود بلقاضي .. رءيس المرصد المغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.