انتخابات 2021 : بعد طول غياب.. هل يتجه البرلمان نحو اليسار؟

تشكيلة المعارضة في مجلس النواب المقبل ، ستتميز بوجود عدة أحزاب ذات توجه يساري، وهي أحزاب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بـ35 مقعدا، و"التقدم والاشتراكية" بـ21 مقعدا، و"اليسار الاشتراكي الموحد" بمقعد واحد، ثم "تحالف فيدرالية اليسار" (يضم حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي) بمقعد واحد.

ويعتبر المراقبون أن وجود هذه الأحزاب اليسارية في المعارضة، فرصة للالتقاء على أرضية مشتركة لمواجهة التحديات قد تتحقق في ظل حكومة يترأسها التجمع الوطني للأحرار (ليبرالي وسطي).

وعاشت الأحزاب اليسارية حالة من "الجمود" منذ سنوات جعلت مستقبلها على المحك، بعدما شكلت منذ ستينيات القرن الماضي قوة سياسية وازنة في المغرب، قادت المعارضة لعقود ثم "حكومة التناوب" (أحزاب المعارضة تقود الحكومة في إطار التناوب الديمقراطي) عام 1998، بقيادة الراحل عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق والزعيم المؤسس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

لكن اصطفاف الأحزاب المذكورة اليوم في المعارضة قد يعيد إليها نوعا من القوة السياسية، خصوصا وأنها خطوة مناسبة لتشكيل قطب يساري كبير ولو على مستوى التنسيق البرلماني فقط كبداية قابلة للتطوير والإنضاج، وفق تقرير لـ"سكاي نيوز عربية".

قول عضو المكتب السياسي في حزب التقدم والاشتراكية، عبد الواحد سهيل: "الأمر يقتضي تحليلا معمقا يرتبط بتاريخ ومسار وإرادة العمل المشترك، ووجود على الأقل تقارب في وجهات النظر وإرادة بناء مشترك للمرحلة".

وأوضح القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، في تصريحه لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أن "هذا يحتاج إلى نقاش عميق داخل كل حزب وبين هذه الأحزاب، وتوفير الظروف الذاتية والموضوعية لأجل ذلك".

من جانبه، يرى منسق الهيئة التنفيذية لتحالف فيدرالية اليسار، عبد السلام لعزيز، أن "وجود أحزاب تعتبر نفسها يسارية وتوجد اليوم في المعارضة، ليس سببا كافيا للتنسيق إذا لم يكن هناك أرضية صلبة للعمل التنسيقي بين هذه التنظيمات السياسية".

وأضاف القيادي في تحالف فيدرالية اليسار، في حديثه لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، أنه "موضوعيا ليس هناك موقف مبدئي من عدم التنسيق مع أطراف اليسار"، مستدركا بأنه "لن يكون هناك معنى للتنسيق إلا إذا كان هناك نوع من التقاطع بشكل عام حول مشروع أو القضايا التي يمكن التنسيق حولها".