برلمانيون أشباح".. غيابات بالجملة واحتجاجات غريبة تحت قبة النواب

في مشهد بات يتكرر ويثير الاستياء، فشل مكتب مجلس النواب مجدداً في التصدي لظاهرة "البرلمانيين السلايتية" الذين يكتفون بتسجيل الحضور ثم يغادرون القاعة، دون مساهمة فعلية في أشغال المؤسسة التشريعية.

 

فعلى بعد أقل من ساعة من انطلاق جلسة عمومية عُقدت مساء اول امس الاثنين، لوحظت مغادرة جماعية لعشرات النواب باتجاه غرف الفنادق المجاورة، في مشهد اعتبره متابعون استخفافاً بالعمل البرلماني وخرقاً لأخلاقيات التمثيل النيابي.

 

ولم تتوقف الفوضى عند حدود الكراسي الفارغة، بل سُجلت حادثة غريبة بطلها نائب عن حزب التجمع الوطني للأحرار، احتج بشكل غير معتاد على أن اسمه المعروض على شاشة التلفزة داخل القاعة كان خاطئاً. وعندما سأله رئيس الجلسة إن كان قد قام بإدخال بطاقته البرلمانية في آلة تسجيل الحضور، أجاب بأنه لا يتوفر عليها.

 

الحادثة أثارت موجة همس داخل القاعة، حيث راج أن النائب المذكور لم تطأ قدماه قاعة البرلمان منذ مدة طويلة، ولم يظهر إلا الآن تزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول جدية بعض النواب في أداء مهامهم الدستورية، ومدى التزامهم بمسؤولية تمثيل المواطنين.

 

ويرى متابعون أن استمرار هذا السلوك يفرغ البرلمان من دوره الرقابي والتشريعي، ويعكس الحاجة الملحّة لإصلاحات عميقة تُعيد الاعتبار لمؤسسة البرلمان، وتعزز آليات المحاسبة وربط المسؤولية بالحضور والمشاركة الفعلية، لا مجرد الحضور الشكلي.