الطرق بالمغرب: نجاح بالسيارة وتحديات كبرى في العالم القروي
كشف وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أمس الثلاثاء بمجلس النواب، عن وجود مفارقة واضحة في واقع شبكة الطرق بالمغرب، مقدما صورة ذات وجهين: الأول يعكس نجاحا قياسياً في السلامة على الطرق السيارة، والثاني يبرز تحديات معقدة لا تزال تعرقل تأهيل الطرق في العالم القروي.
ففيما يخص الطرق السيارة، أعلن الوزير عن تحقيق إنجاز تاريخي تمثل في انخفاض معدل القتلى بنسبة 50 في المائة خلال العقد الممتد بين 2015 و2024.
وأوضح أن المؤشر الأهم، وهو عدد القتلى لكل مئة مليون كيلومتر مقطوع، تراجع من 3.42 إلى 1.71، رغم ارتفاع حركة السير السنوية.
ونسب بركة هذا التطور الإيجابي إلى سياسة مدروسة لتدبير السلامة، تشمل خطة عمل ترتكز على الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا، مؤكدا أن وزارته ترصد 3 ملايير درهم سنويا لصيانة الرصيد الطرقي الوطني.
وفي المقابل، رسم الوزير صورة مغايرة تماما لقطاع الطرق القروية، مشخّصا حزمة من الإكراهات. وفي مقدمتها، وجه انتقادا لاذعا لأداء بعض مكاتب الدراسات قائلاً: "هناك مشكل كبير في مكاتب الدراسات، حيث يلجأ بعضها إلى نسخ تصاميم جاهزة لا تتماشى مع خصوصيات المناطق، ما يؤدي إلى ظهور اختلالات عند التنفيذ، تضطرنا إلى إلغاء الصفقات".
وأضاف بركة أن تداخل الاختصاصات مع الجهات والجماعات ساهم في تواضع أداء المخططات السابقة التي لم تتجاوز نسبة إنجازها 15 في المائة.
كما انتقد الوزير منطق التوظيف الانتخابي في شق الطرق الذي لا يخدم المصلحة التنموية الشاملة.
ولمواجهة هذا الوضع، أكد الوزير أن وزارته اعتمدت مقاربة جديدة تقوم على إدماج بناء وصيانة الطرق القروية ضمن اتفاقيات مباشرة مع الجهات، مع الحرص على تحقيق العدالة المجالية.
وأعلن بركة في هذا الإطار عن إطلاق برنامج جديد يهدف إلى بناء وصيانة 500 كيلومتر من الطرق القروية بكلفة 300 مليون درهم، مشددا على أن تطوير هذه الشبكة يعد رافعة أساسية لتحسين ظروف عيش الساكنة.