حلت وزيرة المساواة بين المرأة والرجل والتنوع في الحكومة الفرنسية، أورور بيرجي، يوم أمس الاثنين 24 يونيو 2025، بالمغرب في زيارة رسمية تمتد إلى غاية الأربعاء 26 يونيو، وذلك في إطار الدينامية المتجددة التي تعرفها العلاقات المغربية الفرنسية، بعد إطلاق الشراكة الاستثنائية بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر الماضي.
وفي مستهل زيارتها، عقدت الوزيرة الفرنسية لقاءً رفيع المستوى مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حيث أعربت عن تقديرها للمغرب باعتباره “شريكًا أساسيًا في إطار الدبلوماسية النسوية”، مؤكدة دعمها لمسار الإصلاحات الجارية في المملكة، خصوصًا تلك المتعلقة بتحديث مدونة الأسرة.
وفي تصريح صحافي عقب اللقاء، نوهت بيرجي بالإرادة المغربية القوية في الدفع نحو تحديث سياسي واقتصادي واجتماعي، مشيرة إلى أن المغرب اختار طريقًا إصلاحيًا واثقًا، يتقاطع مع أهداف السياسات الفرنسية في المجال الحقوقي والاجتماعي.
وأكدت المسؤولة الفرنسية، في منشور رسمي على حسابها بـ”لينكد إن”، أن زيارتها تأتي تحت شعار “التعاون، التضامن، والصداقة”، وتعكس انخراط باريس في فصل جديد من العلاقات الثنائية، مشددة على أن “لدينا الكثير لنتعلمه من المغرب، وأنا مقتنعة أن مصير بلدينا مشترك أمام تحديات هذا العصر”.
وبحسب ما أعلنت عنه، فإن جدول أعمال زيارتها يشمل لقاءات ثنائية مع عدد من المسؤولين المغاربة، من ضمنهم وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة عواطف حيار، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش، إلى جانب رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون مباركة بوعيدة، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي، والمستشار الملكي أندري أزولاي.
ومن المرتقب أن تُتوّج هذه اللقاءات بتوقيع إعلان مشترك لتعزيز التعاون في مجال الوقاية من العنف ضد النساء، في خطوة تؤكد التزام الطرفين بقضايا المساواة والحماية القانونية للنساء.
هذا، وستخصص الوزيرة الفرنسية جانبًا من زيارتها للاطلاع على المبادرات المغربية المحلية ذات الصلة بالمساواة، حيث ستقوم بزيارات ميدانية لمشاريع مجتمعية رائدة، تتيح فرصة تبادل الخبرات بين البلدين.
وبحسب بيرجي، فإن زيارتها تندرج ضمن الإعداد لمؤتمر دولي حول السياسة الخارجية النسوية، يُرتقب أن تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر المقبل، وسيعرف انضمام المغرب إلى مجموعة الدول التي تتبنى هذه المقاربة التقدمية في سياساتها الدبلوماسية.