في تقرير يرسم صورة قاتمة لواقع الطفولة في المغرب، كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن 101,000 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و17 سنة انخرطوا في سوق الشغل خلال سنة 2024. وتتركز هذه الظاهرة بشكل ساحق في العالم القروي الذي يحتضن 78,000 من هؤلاء الأطفال، مقابل 23,000 في المدن، مع هيمنة واضحة للذكور بنسبة تقارب 85%.
الأخطر من ذلك، أن حوالي 63% من هؤلاء الأطفال، أي ما يعادل 62,000 طفل، يزاولون أعمالاً خطيرة تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية. وتتصدر قطاعات الصناعة والبناء قائمة القطاعات الأكثر خطورة، حيث يعمل فيها الأطفال في ظروف محفوفة بالمخاطر، تليها الخدمات ثم الفلاحة.
ويكشف التقرير عن الثمن الباهظ الذي يدفعه هؤلاء الأطفال من مستقبلهم التعليمي، حيث أن 88% منهم قد غادروا فصول الدراسة بشكل نهائي، بينما يحاول 11% منهم التوفيق الصعب بين العمل والمدرسة، في حين لم تطأ أقدام 1.6% منهم المدرسة قط.
وتشير البيانات إلى أن الظاهرة متجذرة في بيئات أسرية محددة، إذ تتوزع على 73,000 أسرة، 70% منها في الوسط القروي. ويرتفع معدل تشغيل الأطفال بشكل ملحوظ داخل الأسر التي يرأسها شخص بدون مستوى تعليمي، مما يؤكد أن الفقر والهشاشة الاجتماعية وضعف المستوى التعليمي للآباء هي المحركات الرئيسية التي تدفع بالأطفال إلى سوق الشغل.