أثار مشهد صادم أمس الإثنين 4 غشت الجاري في حي الفتح بمدينة كلميم، حالة من الذهول والهلع بين سكان الحي، بعدما شوهد شخص يعاني من اضطرابات عقلية وهو يتجول عاريا تماما في الشارع العام، في واقعة ليست الأولى من نوعها، لكنها تكشف مجددا هشاشة منظومة التكفل بالحالات النفسية في المدينة والجهة ككل.
وبحسب ما أكدته مصادر لموقع “بلبريس”، فإن المعني بالأمر، الذي لا يعد من أبناء كلميم وإنما يعتبر دخيلا على المنطقة، معروف لدى الساكنة باضطراباته الحادة، ويتجول في الشوارع منذ مدة طويلة دون أي رعاية طبية أو متابعة اجتماعية. ويعتبر هذا الشخص مصدر قلق حقيقي، خاصة وأنه سبق أن أقدم في وقت سابق على رشق السيارات بالحجارة، مما تسبب في حالة من الفوضى وهدد سلامة مستعملي الطريق.
ورغم توالي شكايات المواطنين وتواصلهم مع السلطات المحلية للتدخل ووضع حد لهذا الخطر، إلا أن الاستجابة غالبا ما تكون ظرفية وغير ناجعة، حيث يتم في بعض الحالات تهدئته بحقنة مهدئة، ثم يعاد إطلاق سراحه ليعود مجددا إلى حالته السابقة، وسط مخاوف حقيقية من تكرار سلوكياته العدوانية.
السكان عبروا عن قلقهم الشديد من استمرار الوضع على هذا النحو، خاصة في ظل غياب أي إطار مؤسساتي لاحتضان مثل هذه الحالات في مدينة كلميم، حيث يواجه المرضى النفسيون وأسرهم بالرفض من طرف مستشفيات تيزنيت وأكادير، التي تعاني بدورها من الاكتظاظ وقلة الطاقة الاستيعابية.
المصادر ذاتها كشفت أنه تم تخصيص قسم خاص بالأمراض النفسية داخل المستشفى الجامعي الجديد بكلميم، غير أن هذا المشروع لا يزال معلقا في انتظار انتهاء الأشغال، دون أي توضيحات رسمية بشأن آجال افتتاحه.
وتعكس هذه الحادثة وضعا معقدا يرتبط بتحديات الرعاية النفسية والتدخل الاجتماعي في جهة كلميم واد نون، في ظل محدودية البنيات الصحية المتخصصة وصعوبة استيعاب بعض الحالات. كما تسلط الضوء على الحاجة إلى مقاربات شمولية تجمع بين البعد الصحي، الاجتماعي والأمني، لضمان استجابة فعالة ومستدامة لهذه الوضعيات، بما يحفظ كرامة المعنيين ويطمئن الساكنة في الآن نفسه.