خرج شيوخ وأعيان قبيلة صحراوية بجهة كلميم وادنون عن صمتهم لاستنكار واقعة رفع علم البوليساريو بمقبرة بجماعة لقصابي بجهة كلميم وادنون، في استغلال فاضح لمراسيم دفن أحد الأشخاص لرفع “خرقة ” الجبهة الانفصالية البوليساريو.
وعلمت بلبريس من مصادرها أن شيوخ وأعيان قبيلة أيت لحسن بودانون، اجتمعوا ليلة أمس، وأصدروا بيانا اعتبروا فيه أن ما حدث يدخل في إطار “الاستفزازات الصبيانية المرتبطة بأطروحة الانفصال، من طرف بعض الدخلاء على القبيلة والفريق، خلال مراسيم دفن جنازة بمقبرة لقصابي يوم الجمعة الماضي وما رافقها من مغالطات تم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأكد شيوخ القبيلة وأعيانها، في بيان حصلت بلبريس على نسخة منه، على “التنديد بهذه الممارسات التي وصفوها بالشاذة، التي تتعارض مع الموقف الثابت والراسخ لقبيلة أيت لحسن وتاريخها الطويل في الدفاع عن حوزة الوطن، والتجند خلف القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وشدد شيوخ وأعيان قبيلة أيت لحسن بودانون على “تشبقهم الثوابت الوطنية وتجندهم خلف القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ضد أي محاولة للطعن في وطنية قبيلة أيت لحسن وتاريخها النضالي دفاعاً عن حوزة الوطن”.
مستنكرين “انتهاك حرمة الموتى بمقبرة لقصابي ومحاولة استغلال حدث روحاني بعيداً عن الأخلاق والقيم الإسلامية في هذا الباب”، مؤكدين أن “هذه الخطوة الفاشلة من قبل قلة معزولة لن تؤثر في الواقع على الأرض، وبقاء قبيلة أيت لحسن في طليعة المتصدين لأطروحة الانفصال عبر التاريخ”.
وأيدت القبيلة ما اعتبرته “حكمة السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في التعاطي مع هذه الاستفزازات والتصدي لها بحزم دفاعاً عن الثوابت والمقدسات”، داعين “كافة المنابر الإعلامية الوطنية والدولية والمهنيين في المشهد الإعلامي إلى عدم الانسياق وراء الأطروحة الانفصالية وترويج المغالطات الموالية لها، حتى تبقى في حجمها الطبيعي الضيق”.
وكان رئيس جماعة لقصابي، عبد الفتاح أرجدال، قد علق على الواقع بقوله إن “الواقعة التي وقعت على النفوذ الترابي للجماعة تعد حالة نشاز”.
وأشار أرجدال، في تصريح سابق لـ”بلبريس”، إلى أن “ساكنة جماعة لقصابي لطالما كانت في الصفوف الأولى للمدافعين عن وحدة الوطن ومقدساته، مضيفا أن أغلب من استغلوا مراسيم الدفن ليسوا من أبناء المنطقة”.
وخلص المتحدث إلى أن “مثل هذه السلوكيات لم تعد مقبولة لدى أبناء الصحراء المغربية، بل إن جل المنتخبين والمدنيين مجمعون على رفض واستنكار هذه السلوكيات الدخيلة على أبناء هذا الوطن الذي يعتز بوحدته ومقدساته”.
يذكر أن المعطيات التي حصلت عليها بلبريس من مصادر محلية متطابقة، تفيد أن الانفصاليين استغلوا مراسيم تشييع جثمان “ص” الذي توفي بعد معاناة مع المرض، وكان بدوره مواليا للطرح الانفصالي، إلى قبره في لقصابي، لتحويلها إلى محطة لرفع شعارات انفصالية وترديد ما يسمونها “نشيد الجبهة”.
وأثارت الواقعة التي تم توثيقها بالفيديو الكثير من الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثير أنها عمل استفزازي وجب التعامل معه بحزم، خاصة أنه تم في مكان خاضع لنفوذ السلطات.
وتساءل مراقبون عن سبب تساهل السلطات مع هؤلاء الانفصاليين في الوقت لذي كان يفترض أن تدخل الأجهزة المخول لها ذلك لتنهي المهزلة قبل أن ينتشر الفيديو المتداول والذي حاولت عناصر البوليساريو ومناصروها أن تروج من خلاله “نصرا مزعوما” بعدما فشلت في مجابهة كل الضربات الدبلوماسية التي تحاصرت أطروحة الإنفصال في المحافل الدولية.