عاش شاب عشريني من مدينة سلا لحظات مروعة بعدما ظل تائها وسط مياه البحر لثلاثة أيام متواصلة، دون ماء أو طعام أو وسيلة للنجاة، قبل أن ينجح في الوصول إلى شاطئ ريستينغا نواحي مدينة تطوان، في مشهد يكاد لا يصدق.
الشاب كان قد انطلق من شاطئ "الدالية" قرب طنجة ليلة السبت، في محاولة للهجرة السرية نحو السواحل الإسبانية، وهو يرتدي بدلة غطس، مزودا بعوامة وزعانف. وفي الوقت الذي بدت فيه الأجواء مستقرة، تغيّرت الظروف بشكل مفاجئ، حيث ظهر ضباب كثيف ورياح قوية أدّت إلى فقدانه الاتجاه.
من السبت إلى مساء الاثنين، ظل الشاب عالقا في البحر يحاول التقدم عبر التجديف بيديه ورجليه على متن العوامة، وسط ظروف مناخية قاسية، دون طعام أو ماء، ودون أن يتمكن من تحديد موقعه أو رؤية اليابسة.
خلال وجوده في عرض البحر، لمح شابا آخر على متن "جيتسكي"، فتوجه إليه وساعده على الوصول إلى اليابسة. وقد تم توثيق لحظة خروجه إلى الشاطئ تحت عدسات بعض المارة، حيث ظهر عليه التعب الشديد، وطلب على الفور شربة ماء وهاتفا للتواصل مع أسرته.
وتبرز هذه الواقعة من جديد حجم المخاطر المرتبطة بمحاولات الهجرة السرية، وما يمكن أن تسببه من تهديد لحياة الشباب الذين يسلكون هذا الطريق بحثا عن واقع مختلف.