جرأة نزار بركة..يشن حربا على الفساد داخل حزبه ويدعو إلى ميثاق أخلاقي وطني
في خطوة استباقية وحاسمة، قرر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إعلان الحرب على الفساد داخل حزبه، عبر منع أي شخص تحوم حوله شبهات فساد أو سجل مريب من الترشح للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتي ستُحدد معالم القيادة السياسية للمرحلة القادمة، بما في ذلك ما يُعرف بـ "حكومة المونديال".
ويأتي هذا القرار في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط المجتمعية لمحاسبة الفاعلين السياسيين على أدائهم، خصوصًا في ظل تصاعد الانتقادات حول تورط بعض الشخصيات السياسية في قضايا فساد أو سوء تدبير المال العام. ولم يقتصر بركة على تنظيف بيته الداخلي فقط، بل اتخذ خطوة جريئة وغير مسبوقة، من خلال دعوة حلفائه السياسيين وكافة الأحزاب المغربية إلى التوقيع على "ميثاق أخلاقي" يهدف إلى إقصاء كل من تحوم حولهم شبهات الفساد من المشهد الانتخابي والسياسي.
مبادرة سياسية أم رسالة للناخبين؟
خطوة نزار بركة تعكس تحركًا استراتيجيًا من حزب الاستقلال، الذي يُعتبر أحد أقدم الأحزاب السياسية في المغرب، لضمان استعادة ثقة الناخبين، والتأكيد على أن الحزب يسير نحو تجديد دمائه بقيادات نزيهة وذات مصداقية. كما تأتي هذه المبادرة في سياق تصاعد المطالب المجتمعية بضرورة إصلاح الحقل السياسي والتخلص من الممارسات التي تسيء إلى صورة المؤسسات المنتخبة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تضع الأحزاب الأخرى أمام اختبار حقيقي، فإما أن تنخرط في هذا التوجه الإصلاحي، أو تُتهم ضمنيًا بـ التستر على شخصيات مثيرة للجدل داخل صفوفها. كما أن توقيع "الميثاق الأخلاقي" سيشكل محكًا لمعرفة مدى التزام الفاعلين السياسيين بمحاربة الفساد، أم أن الأمر سيبقى مجرد شعارات انتخابية لا تجد طريقها إلى التنفيذ.
هل تنجح المبادرة في تغيير المشهد السياسي؟
رغم أهمية هذا القرار، إلا أن نجاحه يعتمد على عدة عوامل، أبرزها:
1. مدى جدية الأحزاب الأخرى في الانخراط في هذا التوجه، وعدم الاكتفاء بمجرد بيانات وتصريحات إعلامية.
2. إمكانية وضع آليات رقابية واضحة لضمان تطبيق الميثاق الأخلاقي، وليس فقط الاكتفاء بتوقيعه كشكل رمزي.
3. مدى تجاوب الشارع المغربي مع هذه المبادرة، حيث يحتاج المواطنون إلى إجراءات ملموسة تثبت أن التغيير ممكن، وليس مجرد وعود سياسية.
في المحصلة، يبقى قرار نزار بركة خطوة مهمة في معركة تطهير الحياة السياسية من الممارسات المشبوهة، لكنها أيضًا تحدٍ كبير للحزب نفسه وللمشهد الحزبي برمته، حيث ستكون الاستحقاقات المقبلة بمثابة امتحان حقيقي لمدى قدرة الأحزاب على تجديد نفسها وتعزيز ثقة المواطنين بها.
مبادرة امين حزب علال الفاسي تستحق التشجيع ، ويجب ان تكون عبرة لباقي الاحزاب للقيام بثورة ضد الفساد بكل اشكاله، ومنع السماسرة والفاسدين من الترشح للانتخابات مما يتطلب توقيع ميثاق شرف بين الاحزاب لمنع الكائنات الحزبية الفاسدة من الولوج للمؤسسات.