سود الترقب أوساط رجال السلطة في وزارة الداخلية المغربية، من رؤساء أقسام وباشوات، مع اقتراب موعد تعيين كتاب عامين جدد لملء المناصب الشاغرة في عدد من الولايات والعمالات، حيث يتطلع الجميع إلى تطبيق نظام المواكبة والتقييم الشامل المعروف بـ "360 درجة".
وتنتشر مخاوف في صفوف رجال السلطة الأكفاء من احتمال أن تكون كلمة بعض الولاة مسموعة ومؤثرة في اختيار الأسماء التي ستشتغل معهم على مستوى الكتابة العامة، وذلك عبر القرابة والصداقة و"التفاهم"، بدلاً من الاعتماد على معايير الكفاءة والعطاء والتقييم الإيجابي والاستحقاق المهني الموثق في أرشيفات الجولات الماراثونية التي يقوم بها غسان قصاب، العامل مدير الولاة بوزارة الداخلية.
ويتطلع رجال السلطة الأكفاء، وهم كثر داخل وزارة الداخلية، إلى إجراء حركة تعيينات في صفوف الكتاب العامين وفق منطق الاستحقاق، بعيداً عن منطق فرض أشخاص معينين من قبل ولاة محددين. ويأملون أن يكون جوهر هذه التعيينات وفلسفتها تحقيق فعالية أكبر وترشيد أمثل للموارد البشرية في هيأة رجال السلطة.
ويستند نظام "360 درجة" على منهجية شاملة تتضمن زيارات ميدانية لمقر عمل رجل السلطة، حيث تقوم لجان متخصصة بإجراء لقاءات لمواكبته ومقابلات شفوية مع مختلف الفاعلين المرتبطين بمحيطه المهني. ويشمل ذلك الرؤساء التسلسليين والمرؤوسين والمسؤولين المحليين من المصالح الأمنية والخارجية، كما تمتد المقابلات لتشمل شرائح واسعة من المواطنين والمرتفقين والفاعلين الجمعويين والاقتصاديين والمنتخبين.
وتواصل وزارة الداخلية جهودها في تكريس مقاربة ناجعة لعصرنة تدبير مواردها البشرية، مع التركيز على الالتزام الصارم بمعايير الكفاءة والاستحقاق وتكافؤ الفرص في تولي مناصب المسؤولية. كما تولي الوزارة اهتماماً خاصاً بتثمين مواردها البشرية وتطوير منظومة التكوين بالمعهد الملكي للإدارة الترابية، سعياً منها لتكوين جيل جديد من المسؤولين القادرين على رفع التحديات وكسب رهانات التنمية.
ومن المتوقع أن يتم قريباً الإعلان عن الأسماء التي ستتولى مسؤولية الكتابة العامة في ولايات الدار البيضاء الكبرى وطنجة ومراكش وفاس وأكادير وبني ملال وكلميم، إضافة إلى عمالة مولاي يعقوب.
عن الصباح بتصرف