الحموشي... "حارس أمن المملكة" الذي رفض الجنسية الأمريكية و منصب كبير في الـ"CIA"

خصصت أسبوعية “جون أفريك” الفرنسية، في عددها لهذا الأسبوع، ملفا عن مسار المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، وعن محطات مهمة من حياته المهنية.

وتحدثت الأسبوعية الفرنسية عن رفض عبد اللطيف الحموشي، عرضا أمريكيا، بالحصول على جنسية بلاد “العام سام”، ومنصب سام بالمركزية الأمريكية للمخابرات “CIA، حيث أن مدير السابق للمخابرات الأمريكية “جورج تيني”، عرض على الحموشي المنصب المذكور، خلال إدارة الأخير لمديرية التراب الوطني وتميزه في التعامل مع ملفات الخلايا المتطرفة .
وأبرزت الورقية المهتمة بالشأن الافريقي أن الحموشي رفض العرض الأمريكي، حيث قال: “ولدت مغربيا وسأبقى مغربيا وسأموت مغربيا”.
ووصفت الصحيفة الحموشي بعدة صفات منها الكتوم والصارم والجدي وفائق الذكاء وذو الخبرة، مشيرة إلى أنه معروف بالتزامه وتفانيه في العمل، مضيفة "لم يحصل على عطلة منذ عشرين سنة، باستثناء عدة أيام حصل عليها غداة شهر رمضان، والتي توجه فيها إلى الديار المقدسة من أجل القيام بالعمرة رفقة عائلته".

كما أنه متكتم، يضيف المصدر ذاته، حيث لم يسبق له أن أجرى أي مقابلة صحفية، إلا أنه يحث دائما المسؤولين بالانفتاح على الإعلام.

ويصف أقرب معاونيه بأنه شخص "نزيه، جدي وصادق "معروف عليه بأنه منعزل، إذ لا يخالط الناس وليس له أصدقاء ولا يذهب قط إلى المطاعم. هو دائم الاستعداد لخدمة الملك"، تضيف الاسبوعية ذاتها.
وأشارت جون أفريك إلى أنه وبشكل غير مسبوق في التاريخ الأمني بالمغرب، شخص واحد جمع لمنصبين حساسينْ إذ أن الحموشي يجمع منصب مدير عام المديرية العامة للأمن الوطني وكذلك مدير عام المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وقال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني: "لقد أثبت هذا النموذج جدواه وهو مثار إعجاب من قبل دول أخرى"، تضيف المجلة، فيما صرح محمد الدخيسي، مدير المديرية المركزية للشرطة القضائية بالقول: "أنجز في أربع سنوات ما لم يتم القيام به خلال عقود من الزمن في المديرية العامة للأمن الوطني".

ومن جهته، قال بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، في تصريح للمجلة المذكورة، أنه بعد تعيين الحموشي طرأت العديد من التغيرات في المديرية، إذ "أصبح شعارنا: عدم إخفاء أي شيء عن الرأي العام باستثناء ما هو محرم قانونا، في حين أنه في السابق كان الشعار هو عدم الإخبار إلا بالحد الأدنى الذي ينص عليه القانون".

وعرجت جون أفريك على إنجازات الحموشي الذي ولد عام 1966 وتابع دراسته في الحقوق بفاس، وقام بالخدمة المدنية بديوان السكرتارية العامة لوزارة الإعلام، ذاكِرة مباراة التوظيف التي "تغيرت رأسا على عقب بدء من الإعلان عن المباراة حتى تصحيح الاختبارات. فقد تغيرت مباريات التوظيف من أجل ضمان تكافؤ الفرص والقطع مع ممارسات الزبونية أو الغش".

وعزت الأسبوعية سبب صعود الحموشي إلى معرفته الجيدة بحركات الإسلام السياسي والمنظمات الجهادية، موضحة أن حميدو لعنيكري (المدير السابق للإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني) كان يلتقي بمسؤولين كبار ورؤساء استخبارات أجانب، في لقاءات يحضرها الحموشي دائما، موضحة أنه "كانت له ذاكرة قوية، إذ كانت له القدرة على ذكر أسماء أعضاء خلية، ومساراتهم وعلاقاتهم مع جماعات مقاتلة أخرى".

وأشارات الأسبوعية إلى أنه منذ تعيينه في شهر دجنبر 2005 من قبل الملك محمد السادس على رأس المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ولى "زمن الاختفاءات القسرية والاستنطاقات باستعمال العنف في الأقبية المظلمة إلى غير رجعة، فالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تبدو اليوم كمؤسسة عادية".

وتطرقت المجلة التي يديرها البشير بن يحمد للشكاية التي رفعت ضد الحموشي بباريس في فبراير 2014، حيث تم اتهامه "بالتواطؤ في التعذيب"، الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمة ديبلوماسية وتوقيف التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، ليتدخل "مانويل فالس، الوزير الأول حينها، وفرانسو هولاند رئيس الجمهورية وقتها ويؤكدا أنهما لم يكونا على علم بذلك".
وقدمت فرنسا سنة بعد ذلك اعتذارا من خلال التكريم الذي قام به وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف للعمل الذي تقوم به المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومديرها العام في مجال محاربة الإرهاب، تضيف الأسبوعية.