كلمات وألوان..أعلام وأناشيد وسمت تاريخ الدول-تونس

تقديم

وراء كل علم من أعلام الدول، ونشيدها الوطني قصة، تتعلق بحدث تاريخي معين أو رمز لشيء ما، كثير منا لا يعلم إلا القليل عن قصة الأعلام والأناشيد الوطنية، "بلبريس" وبمناسبة الشهر الفضيل اختارت أن تغوص في حكايا الأعلام والأناشيد الوطنية للدول، لتمتع قرائنا بتواريخ وتطور الأعلام على مر الحقب.

و علم بفتح العين واللام يعني راية، وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة معينة،واستخدمت الأعلام الأولى لمساعدة التنسيق العسكري في ميادين القتال، وتطورت الأعلام منذ ذلك الوقت إلى أداة عامة بدائية للإشارة وتحديد الهوية، ولا سيما في بيئات معزولة حيث التواصل يكون صعبا (مثل البيئة البحرية حيث يتم استخدام إشارة للتواصل)، وأعلام الدول هي رموز لديها دوافع وطنية متنوعة وواسعة النطاق، وتشمل في أغلب الأوقات ترابط عسكري قوي بسبب استخداماتها المستمرة المتعلقة بالناحية العسكرية، أما النشيد الوطني هو عادة مقطوعة موسيقية وطنية تثير وتمدح تاريخ البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها، معترف بها إما من قبل الحكومة كنشيد وطني رسمي أو كعرف بين أفراد الشعب.يتم عزف النشيد الوطني في المناسبات الوطنية والاستقبالات الرسمية وفي المدارس وقبل بداية لعب فريق المنتخب الوطني، الخ.، وهو عادة ما يكون حماسياً، يعزز من حب الوطن، في القلب ويقوي الاحساس بالانتماء إلى الوطن، في هذه السلسة الرمضانية سنحاول مزج الألوان بالكلمات لتقريب قراءنا الأعزاء من أعلام وأناشيد الدول وسبر أغوارها وتاريخها.

قصة و نشأة العلم التونسي

علم الجمهورية التونسية، هو علم أحمر تتوسطه دائرة بيضاء بها نجم ذو خمسة أشعة يحيط به هلال أحمر، واللذان يعتبران رمزاً إسلامياً. في 20 أكتوبر 1827، قررحسين باي الثاني إنشاءه وقد تم تفعيله سنة 1831، وصار علماً وطنياً خلال الاحتلال الفرنسي وأكد كذلك دستور 1959 وظيفته كعلم وطني للجمهورية التونسية.

وفي 30 يونيو 1999 تم تحديد أبعاده وميزاته بوضوح في قانون.

حتى منتصف القرن الثامن عشر، كانت اللافتات المرفرفة في تونس أو في الجزء العلوي من السفن التابعة لها غير واضحة، ومع ذلك، يمكننا أن نميز، من خلال مصادر مختلفة، بعض الثوابت كوجود هلال ذو اتجاهات مختلفة ووجود الألوان الأحمر، الأبيض، الأزرق والأخضر.

بعد ذلك، وحتى أوائل القرن التاسع عشر، حدد العلم المتكون من خطوط أفقية زرقاء وحمراء وخضراء الوصاية العثمانية على تونس.

العديد من الدول الإسلامية على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط تستخدم علما يهيمن عليه اللون الأحمر مستوحى من علم الدولة العثمانية ·

في حالة تونس، وبعد تدمير شعبة البحرية التونسية خلال معركة نافارين في 20 أكتوبر 1827، قرر الباي الحسيني حسين باي الثاني اعتماد علم لاستخدامه من قبل الأسطول التونسي، لتمييزه عن الأساطيل الأخرى، وقد أُضيف له دائرة بيضاء، بالإضافة إلى هلال، ونجمة، وهما رمزان موجودان بالفعل في المجوهرات، والفن والهندسة المعمارية التونسية.

هذا هو ظرف ظهور العلم، الذي صمم عام 1831 أو عام 1835 وفقا للمصادر، وأضفى عليه أحمد باي بن مصطفى طابعا رسميا عام 1837.

ومنذ ذلك الحين، لدى تونس علم يشبه علم تركيا، مستوحًى من علم الدولة العثمانية.

ويختلف العلمان فألوان الهلال والنجمة معكوسة مع دائرة بيضاء في العلم التونسي ومع اختلاف موقع الشعارين: في العلم التركي الشعاران موضوعان بجانب بعضيهما في حين، تحيط النجمة بالهلال في قرص أبيض بوسط العلم التونسي.

النشيد الوطني التونسي

حماة الحمى هو النشيد الوطني التونسي، كتب أغلب كلماته مصطفى صادق الرافعي، وتمّت إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي لحنه أحمد خير الدين. بعد أن اتخذ نشيداً رسمياً فكرت الحكومة التونسية في تكليف محمد عبد الوهاب بإعادة توزيعه لكن الفكرة لم تتحقق.

كان الوطنيون التونسيون يرددون النشيد خلال مرحلة النضال الوطني، واستمر إنشاده حتى بعد اعتماد نشيد ألا خلدي، في بعض الأوساط الطلابية واجتماعات الحزب الدستوري. اعتمد رسمياً كنشيد وطني يوم 12 نوفمبر 1987 عوضاً عن ألا خلدي.

حُمَاةَ الْحِمَى يَا حُمَاةَ الْحِمَىهَلُمُّوا هَلُمُّوا لِمَجْدِ الزَّمَــنْ

لَقَدْ صَرَخَتْ فِي عُرُوقِنَا الدِّمَانَمُوتُ نَمُوتُ وَيَحْيَا الْوَطَنْ

لتدو السَّمَاوَات بِرَعْدِهَالِتَرْمِ الصَّوَاعِقُ نِيرَانَهَا

إِلَى عِزِّ تُونِسْ إِلَى مَجْدِهَارِجَالُ الْبِلَادِ وَشُبَّانُهَا

فَلَا عَاشَ فِي تُونِسْ مَنْ خَانَهَاوَلَا عَاشَ مَنْ لَيْسَ مِنْ جُنْدِهَا

نَمُوتُ وَنَحْيَا عَلَى عَهْدِهَاحَيَاةَ الْكِرَامِ وَمَوْتَ الْعِظَامْ

إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الْحَيَاةْفَلَا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَدَرْ

وَلَا بُدَّ لِلَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِيوَلَا بُدَّ لِلْقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِــرْ

حُمَاةَ الْحِمَى يَا حُمَاةَ الْحِمَىهَلُمُّوا هَلُمُّوا لِمَجْدِ الزَّمَــنْ

لَقَدْ صَرَخَتْ فِي عُرُوقِنَا الدِّمَانَمُوتُ نَمُوتُ وَيَحْيَا الْوَطَنْ


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.