منسق محاميي “الوردة” بين “الرسالة والكتاب”

في خطوة مفاجئة تعكس احتقانا متزايدا داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، علمت “بلبريس” من مصادر اتحادية مطلعة أن علال البصراوي، المنسق الوطني لقطاع المحامين الاتحاديين، قدّم استقالته من الحزب، منهيا بذلك تجربة سياسية لم تتجاوز أربع سنوات.

ويُذكر أن البصراوي التحق بالحزب في مارس 2021، وخاض باسمه الانتخابات التشريعية عن دائرة بزو واويزغيت (عمالة أزيلال)، غير أنه لم ينجح في نيل أحد المقاعد الثلاثة بعد حلوله سادسا، كما شارك في الانتخابات الجماعية في نفس السنة، حيث تم انتخابه نائبا لرئيس جماعة بني أعياط.

الاستقالة التي وُجهت رسميا إلى الكاتب الأول إدريس لشكر وأعضاء المكتب السياسي، لم تتضمن توضيحا مباشرا للدوافع، لكنها جاءت في توقيت لافت، إذ حُررت يوم 27 يوليوز 2025، بعد يوم واحد فقط من اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب، والذي اعتُبر من قبل عدد من المتابعين تمهيدا فعليا لولاية رابعة محتملة لإدريس لشكر.

ورغم أن البصراوي لم يُعلن موقفا صريحا من هذا التوجه التنظيمي، ولم يُعرف عنه أنه كان من المعارضين للولاية الثالثة في المؤتمر السابق، إلا أن مصادر اتحادية رجّحت أن يكون قراره بالانسحاب مرتبطا بهذا المسار، في ظل أجواء توصف بـ”المختنقة تنظيميا”، وتنامي حالة الغضب داخل الحزب.

المصادر ذاتها أكدت أن عددا من قيادات الاتحاد الاشتراكي باتوا يرفضون بشكل واضح استمرار إدريس لشكر على رأس الحزب، منتقدين طريقته في تدبير المرحلة الحالية، التي يرون أنها لا تُراعي التحديات التي يواجهها الحزب ولا تطلعات قواعده.

وفيما تتجه الأنظار إلى الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في 2026، كشفت مصادر مقربة من البصراوي لـ”بلبريس” أنه دخل في مشاورات متقدمة مع حزب التقدم والاشتراكية، من أجل الترشح باسمه في الدائرة نفسها التي سبق أن خاض فيها المنافسة.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر قريبة من علال البصراوي لـ”بلبريس” أن هذا الأخير لم يحسم بشكل نهائي وجهته السياسية المقبلة، حيث عبّر في نقاشات خاصة عن رغبته في مواصلة انخراطه في العمل الحزبي، لكن داخل إطار يحمل نفس المرجعية الفكرية التي يؤمن بها.

وأضافت المصادر ذاتها أن البصراوي أسرّ لمقربيه أنه يفكر أيضا في إمكانية الالتحاق بفيدرالية اليسار الديمقراطي، مؤكدا أن أي خطوة مستقبلية سيُقدم عليها ستكون ضمن حزب يساري ينسجم مع قناعاته السياسية وتوجهاته الإيديولوجية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *