قرر إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خوض غمار معركة جديدة من نوع مختلف، بعد أن انتقلت شرارة الجدل حول “الولاية الرابعة” إلى ساحات التواصل الاجتماعي، حيث تحولت إلى موجة من الانتقادات والسخرية، اعتبرها قادة الحزب “حملة ممنهجة” تستهدف رمزه الأول في مرحلة دقيقة من تاريخ الاتحاد.
وقالت مصادر اتحادية إن لشكر أعطى توجيهاته بالتحرك السريع داخل الفضاء الرقمي، عبر تعزيز حضور الحزب في المنصات الاجتماعية وتنشيط الصفحات الرسمية والجهوية، لمواجهة ما وصفته القيادات بـ“الهجمة الإلكترونية المنظمة” التي بلغت مستويات غير مسبوقة من التهكم الشخصي والتشكيك في اختيارات الحزب.
وأضافت المصادر أن الكاتب الأول دخل في اتصالات مكثفة مع أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني، إلى جانب تنسيقيات الفروع الجهوية والإقليمية، من أجل توحيد الخطاب الاتحادي وإبراز الدور الذي لعبه في “إخماد حرب الإخوة الأعداء”، التي عصفت بتوازن الحزب في أكثر من محطة تنظيمية سابقة.
وتابعت أن لشكر يسعى، من خلال هذه الحملة التواصلية الجديدة، إلى إعادة رسم صورة الاتحاد داخل الفضاء العام، عبر تسليط الضوء على ما تعتبره القيادة “إنجازات المرحلة السابقة” ومكتسبات الحزب في تدبير الشأن العام، مقابل ما يصفه المنتقدون بـ“التشبث بالكراسي” في زمن تتعالى فيه دعوات تجديد النخب السياسية وإفساح المجال أمام الجيل الجديد من الاتحاديين.
ويراهن لشكر، وفق مقربين منه، على كسب المعركة الرقمية من خلال “تأطير النقاش” وإعادة الثقة في المسار التنظيمي للحزب، استعداداً للمؤتمر المقبل الذي سيفتح، مرة أخرى، باب الصراع بين دعاة الاستمرارية وأنصار التغيير.