في ظل تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي في الفضاء الرقمي، حذر النائب البرلماني إبراهيم اعبا، عن الفريق الحركي، من ظاهرة مثيرة للقلق تتعلق بتداول مقاطع فيديو مفبركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر أشخاصاً بصفات طبية وهم يروّجون لأدوية أو مكملات غذائية مشبوهة، وذلك باستعمال تقنيات متطورة لتزييف الصور والأصوات، بشكل يجعل من الصعب تمييزها عن المواد الأصلية.
وجّه البرلماني اعبا سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، لفت فيه الانتباه إلى ما وصفه بـ”الخطر الداهم” الذي بات يهدد الصحة العامة، نتيجة هذه الحملات الرقمية المُضلّلة التي تُروّج لمواد استهلاكية على أساس علمي زائف، مُحمّلاً المسؤولية لشبكات احتيالية باتت تستغل ثغرات التقنيات الحديثة لتحقيق أرباح تجارية على حساب صحة المواطن.
وأكد النائب أن هذه الممارسات لا تُهدّد فقط سلامة المستهلك، بل تقوّض أيضاً ثقة المواطنين في الخطاب الطبي والعلمي، خصوصاً حين تُنسب التصريحات المفبركة إلى شخصيات وهمية أو مأخوذة من أطباء حقيقيين دون علمهم.
وتساءل اعبا في سؤاله عن الإجراءات التي تعتزم وزارة الصحة اتخاذها لرصد وملاحقة هذه الشبكات الاحتيالية، مشدداً على أهمية التنسيق مع الهيئات المهنية كهيئة الأطباء وهيئة الصيادلة وغيرها، بهدف ردع مثل هذه الأفعال التي تندرج ضمن التضليل الصحي الخطير. كما طالب بالكشف عن التدابير الوقائية التي ستُعتمد لحماية المواطنين من الوقوع في فخ هذه الحملات المضلّلة على المنصات الرقمية.
هذا ويأتي هذا التحرك البرلماني في وقت تتسارع فيه وتيرة استغلال الذكاء الاصطناعي في الحملات الإعلانية الزائفة، وسط غياب تشريعات واضحة في هذا المجال، مما يجعل التدخل المؤسساتي أمراً ملحّاً قبل تفشي الظاهرة بشكل يصعب تطويقه، ليس فقط في الجانب الصحي وإنّما أيضا في ما يخصّ “البروبغندا” والترويج للقمار وغيرها.