في واقعة مثيرة وغريبة، تحولت قاعة الجلسات رقم 5 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أول أمس (الاثنين)، إلى مسرح لعملية سرقة نفذها قاصر يبلغ من العمر 15 سنة وشابة كانت ترافقه، وذلك أثناء حضورهما متابعة أطوار محاكمة أحد أقاربهما.
وحسب يومية الصباح، فقد نسيت سيدة حقيبتها اليدوية داخل القاعة، وبعد أن عادت لاسترجاعها، تفاجأت باختفائها من فوق الكرسي الذي كانت تجلس عليه. وسارعت إلى إبلاغ عناصر الشرطة القضائية داخل المحكمة، التي رافقتها إلى القاعة، حيث أرشدتهم إلى الشابة التي كانت بجانبها، بينما كان مرافقها القاصر قد اختفى.
باشرت الشرطة تحرياتها فورًا بإخبار الوكيل العام للملك، وتم اللجوء إلى تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة داخل المحكمة ومحيطها، التي ساعدت بسرعة في تحديد هوية القاصر. وتم التواصل معه عبر قريبته لاسترجاع الحقيبة، لكنه أنكر معرفته بالأمر في البداية.
وبعد توقيف المشتبه فيهما، أمر الوكيل العام بفتح تحقيق معمق لتحديد ملابسات القضية، ومعرفة ما إذا كانت هذه أول مرة يتورطان فيها، أم أنهما من أصحاب السوابق. وأثناء نقلهما إلى مركز الشرطة، اعترف القاصر بمكان إخفائه للحقيبة، التي تم استرجاعها لاحقًا.
وأكدت مصادر “الصباح” أن كاميرات المراقبة داخل المحكمة ساهمت في الكشف عن تفاصيل الواقعة بسرعة، وهي جزء من خطة أمنية صارمة يشرف عليها الوكيل العام منذ توليه المنصب، ما أدى إلى خفض جرائم النصب والسرقة داخل فضاءات المحاكم من 18 إلى 9 حالات خلال عام واحد، بفضل وعي المواطنين ويقظة الأجهزة الأمنية.