مأساة اقليم بني ملال..أو الحقيقة الضائعة

علمت "بلبريس" من مصادر محلية أن منطقة أولاد يوسف بإقليم بني ملال شهدت، مساء الجمعة، تطورات مأساوية في واقعة الاعتصام غير المسبوق فوق خزان مائي مرتفع، والذي استمر لأزيد من أسبوعين.

فقد أقدم المعتصم، الملقب بـ"فلسطين" واسمه الحقيقي بوعبيد، على تصرف تمثل في "احتجاز" عنصر من الوقاية المدنية وضربه بعصا دون معرفة الأسباب وراء ذلك، حسب ما يظهر في فيديو انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وبحسب نفس المصادر، فإن عناصر من فرقة التدخل السريع التابعة للدرك الملكي تدخلت فورًا لتحرير الضحية ووضع حد للحادث الذي هز المنطقة، خاصة أن المعتصم، البالغ من العمر حوالي أربعين سنة، كان يحظى بتعاطف واسع من الساكنة، لكونه شخصاً معروفاً بسلوكه السلمي، وقد ارتبط اسمه بالمطالبة بفتح تحقيق في ظروف وفاة والده المتقاعد، وهو المطلب الذي شكّل جوهر اعتصامه.

مصادر "بلبريس" أكدت أن المعتصم تعرض لسقوط خطير من أعلى الخزان بعدما حاول لف حبل حول عنقه في لحظة انفعال شديد، ما أسفر عن إصابته بجروح بليغة، نقل على إثرها في حالة حرجة إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي ببني ملال، حيث لا يزال على قيد الحياة ويخضع للعناية المركزة.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية كانت قد تابعت عن كثب تطورات هذا الاعتصام منذ بدايته، وفق ما أكدته مصادر مطلعة، وحاولت فتح قنوات تواصل مباشرة مع المعتصم، الذي اكتفى بداية برفع شعارات من قبيل "عاش الملك" مع الإصرار على مطلبه الأساسي، دون أن يبدي تجاوباً مع مبادرات الحوار، إذ يظهر أن الحل الوحيد من أجل ثنيه عن الاعتصام هو الكشف عن الأسباب وراء وفاة والده.

ويخوض رجل أربعيني يدعى بوعبيد، الملقب بـ"فلسطين"، منذ 24 يونيو الجاري، اعتصامًا فوق خزان مائي مرتفع بجماعة أولاد يوسف التابعة لإقليم بني ملال، احتجاجًا على ما يعتبره "غموضًا" يلف وفاة والده، الجندي المتقاعد.

المعتصم يطالب بفتح تحقيق رسمي نزيه في ما يصفه بـ"ظروف غير طبيعية" رافقت الوفاة، مؤكداً أن سكوته لن يتم إلا بعد الكشف عن الحقيقة.

بوعبيد بدأ اعتصامه في ظروف قاسية، ممتنعًا عن الأكل والشرب، وتحت درجات حرارة مرتفعة، في ظل غياب أي تفاعل رسمي مع مطالبه.

وقد لقي تحركه تضامنًا من عدد من سكان المنطقة، الذين عبّروا عن قلقهم البالغ إزاء تدهور وضعه الصحي، ووجهوا دعوات مستعجلة للسلطات للتدخل.

ومع استمرار الاعتصام في ظل صمت الجهات الرسمية، بات الخزان المائي محط أنظار الساكنة المحلية ونشطاء على مواقع التواصل، الذين اعتبروا الوضع مأساويًا ويستدعي تحركًا عاجلًا لتفادي كارثة إنسانية محتملة، وسط حالة ترقب لخطوة قد تضع حدًا لهذه الأزمة الممتدة.