رغم أن المدافعين نادرًا ما نالوا شرف التتويج بجائزة الكرة الذهبية، فإن اسم المغربي أشرف حكيمي يفرض نفسه هذا العام ضمن أبرز المرشحين، حتى وإن لم يسبق لأي ظهير في التاريخ أن ظفر بالجائزة المرموقة، التي ستُمنح يوم 22 سبتمبر.
اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا يعيش أحد أفضل مواسمه على الإطلاق. فمنذ صافرة البداية، قدم مستويات ثابتة واستثنائية جعلته يتفوق أداءً حتى على زميله الفرنسي عثمان ديمبيلي، الذي تحول إلى هداف مع بداية العام.
أما حكيمي، فقد جمع بين الأداء الدفاعي المتماسك، والانفجارات الهجومية الفعالة، حيث سجل 11 هدفًا وقدم 14 تمريرة حاسمة خلال 52 مباراة، وهو رقم نادر للاعبي هذا المركز.
ظاهرة بدنية وتكتيكية
حكيمي يمتلك كل ما يلزم للظهير العصري: سرعة خارقة، قدرة على التحمل، تمريرات دقيقة، وعرضيات قاتلة. وهو يصف لياقته بأنها "نعمة من الله"، مؤكداً في تصريح سابق أنه يعمل مع مدرب شخصي وأخصائي تغذية لضمان أعلى جاهزية بدنية ممكنة.
لكن ما يميزه أكثر هو قدرته الفريدة على التحول من دور الظهير إلى لاعب وسط خلال المباريات، انسجامًا مع أسلوب مدربه لويس إنريكي الذي قال عنه: "لم أرَ ظهيرا أيمن أفضل منه، إنه يتمتع بإمكانات هائلة".
من جانبه، قال حكيمي: "إنريكي قدّم لي تصورًا لم أكن أتخيله عن كرة القدم، جعلني لاعبًا متكاملاً". وأضاف بثقة: "هذا الموسم من الأفضل في مسيرتي، نضجت شخصيًا وكرويًا، وأشعر بتحسن كبير على جميع المستويات".
بطولات وإنجازات
من أولمبياد باريس 2024 إلى كأس العالم للأندية، كان حكيمي حاضرًا بقوة. في مونديال الأندية، سجل هدفين حاسمين، أبرزها أمام سياتل وإنتر ميامي، حيث ظهر هادئًا ومتمكنًا أمام المرمى، ونال جائزة "رجل المباراة" مرتين.
ورغم إبداعه الهجومي، سيُطلب من حكيمي أن يُثبت جدارته الدفاعية أيضًا، خصوصًا حين يواجه فريقًا مثل بايرن ميونيخ وجناحه الطائر كينغسلي كومان، في اختبار يُنتظر أن يحدد كثيرًا من مسار التقييم الفني للاعب.
اعترافات وجوائز
تقديرًا لأدائه المتميز، نال حكيمي جائزة مارك فيفيان فويه كأفضل لاعب أفريقي في الدوري الفرنسي، بتصويت 100 شخصية إعلامية ورياضية اختارتها إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرانس 24.
وقد عزز نادي باريس سان جيرمان ثقته في لاعبه، بعد أن مدد عقده حتى عام 2029، كما منحه دور نائب القائد، وهو ما يعكس مكانته القيادية داخل الفريق.
ظل التحقيق القضائي
لكن خلف هذا التألق، لا تزال هناك سحابة عالقة؛ إذ يخضع حكيمي لتحقيق مستمر منذ مارس 2023 على خلفية اتهام بالاغتصاب. التحقيق لم يُغلق بعد، وما زال مفتوحًا بحسب مصدر قضائي.
ومع اقتراب موعد تسليم الكرة الذهبية، يبقى السؤال الأهم: هل يكسر حكيمي هيمنة المهاجمين على الجائزة ويُتوّج بها كأول ظهير في التاريخ؟
جواب ذلك قد يكون تتويجًا لمسيرة استثنائية، ولكن أيضًا انعكاسًا لمعركة مزدوجة يخوضها اللاعب داخل الملعب وخارجه.