في ليلة جمعت بين بهاء الاحتفال ورهبة الترقب، انطلقت مساء أمس الخميس فعاليات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء بمدينة العيون، في وقت ينتظر فيه المغرب والعالم صدور قرار مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بشمل قضية الصحراء المغربية، والذي تشير المسودة المسربة إلى أنه سيمثل دعماً إضافياً للموقف المغربي.

وأشرف عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون-الساقية الحمراء، بمشاركة حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، على إطلاق فعاليات الاحتفالات، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية والأمنية والعسكرية.

وشهدت شوارع المدينة تحولاً جمالياً استثنائياً، ميزتها أضواء متلألئة زينت الشوارع الرئيسية، من شارع الحسن الثاني إلى شارع محمد الخامس، وصولاً إلى محج محمد السادس وساحة أم السعد، في مشهد جسّد لوحة بصرية ترمز لعراقة الانتماء الوطني وحيويته.

إلى جانب الأضواء، شهدت ساحة المشور انطلاق المرحلة الثالثة عشرة من سباق التناوب الرمزي للمسيرة الخضراء باتجاه مدينة بوجدور، بحضور نزهة بدوان، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع.

ومثل هذا الحدث الرياضي حلقة جديدة في سلسلة الفعاليات الوطنية المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تأكيد استمرارية رسالة المسيرة الخضراء عبر الأجيال.

لا يخلو هذا الاحتفال من بعد جيوسياسي بالغ الأهمية، حيث يأتي في توقيت حاسم تشهد فيه الدبلوماسية المغربية اختباراً جديداً على مستوى مجلس الأمن.
فالقرار المنتظر، الذي يُتوقع أن يدعم خطة الحكم الذاتي ويُمدد عمل بعثة المينورسو، يشكل إطاراً دولياً يعزز الشرعية التاريخية والحقوقية للمسيرة التي يجري الاحتفاء بذكراها.
هكذا تتحول مدينة العيون إلى منصة تعبر فيها الفرحة الشعبية عن ترابط وثيق بين إرث تاريخي مجيد وآفاق دبلوماسية واعدة، في مشهد يجسد خلود المسيرة الخضراء ليس فقط في الذاكرة الجماعية للمغاربة، ولكن أيضاً في الواقع الجيوسياسي المتجدد للمنطقة.

 
 





