في تطورات درامية تهز البيت الداخلي لحزب الحركة الشعبية، ظهر إلى السطح ما يشبه التمرّد التنظيمي، بعد إعلان مبادرة تأسيس حزب جديد تحت مسمى “الحركة الديمقراطية الشعبية”، وهي التسمية التي فجّرت جدلًا واسعًا داخل التنظيم العتيد، ووُصفت من طرف قياداته بـ”السطو على الهوية السياسية“.
قيادات تتحفّظ وأوزين يُهاجم: “هذا عبث سياسي”
مصادر قيادية داخل المكتب السياسي للحزب أكدت في تصريح إعلامي لبلبريس أن المبادرة “أحدثت بلبلة حقيقية”، لكنها شددت على أن الإشكال ليس في تأسيس حزب جديد، بل في “اختطاف” التسمية التي تحمل جذورًا تاريخية تعود للحركة الشعبية الأم، وهو ما ستقابله القيادة بما وصفته بـ”التعرض القانوني”.
محمد أوزين، الأمين العام للحركة الشعبية، لم يتوانَ في التصعيد، حيث اعتبر في تصريحات نارية أن ما يحدث “محاولة عبثية لابتزاز الحزب”، مضيفًا: “ما نراه ليس إبداعًا بل سطوًا رخيصًا على اسم له رمزيته وامتداده”. وزاد: “المبادرون إلى هذا الكيان مجرد مجموعة من الفاشلين… لو كانت لديهم كفاءة حقيقية، لفرضوا وجودهم داخل هياكل الحزب بدل التمرد خارجها”.
اتهامات متبادلة وصراع أجيال
الصراع الداخلي اتخذ أبعادًا شخصية، حيث وجّه أوزين سهام النقد نحو الفاضيلي، القيادي البارز بالحزب، رغم نفي الأخير كونه طرفًا مباشرا في المشروع السياسي الجديد. وقال أوزين: “الفاضيلي عضو في هيئة الحكماء، ولو كانت لديه ملاحظات فليعبر عنها عبر المساطر… أما الخروج للإعلام فهو أسلوب تقليدي انتهى”.
وفي نبرة لا تخلو من التحدي، أردف أوزين: “جيل الخيمة وشيخ القبيلة لم يعد مناسبًا لمؤسسات اليوم… نحن نشتغل بمنطق المؤسسات لا الولاءات”.
الفاضيلي يرد: “أنا أكبر من أوزين في السن والسياسة”
في المقابل، لم يتأخر الفاضيلي في الرد، مؤكدًا أنه ليس قائدًا للمبادرة الجديدة، لكنه يدعم الفكرة من منطلق أن تأسيس الأحزاب “حق دستوري”، كما حمّل أوزين مسؤولية تأجيج الخلافات الداخلية، قائلًا: “أوزين تجاوز هياكل الحزب وهمّش آراء القيادات. دعمته في السابق، لكن لا يمكنه الآن أن يملي عليّ مواقفي”.
الفاضيلي لمح إلى إمكانية عقد ندوة صحافية لكشف المستور، إذا لم تُفتح قنوات الحوار، وقال في لهجة متوعدة: “لا ينبغي لنائب رئيس مجلس النواب أن يتحمّس أكثر من اللازم… وإذا أراد المواجهة، فأنا لها”.
محطة انتخابية في الأفق.. والحزب على صفيح ساخن
مع اقتراب موعد الانتخابات، يجد حزب الحركة الشعبية نفسه في منعطف حاسم: هل سينجح في رأب الصدع والحفاظ على تماسكه؟ أم أن “الكيان الوليد” سيكون بداية لنهاية زمن سياسي داخل “السنبلة”؟
بلبريس تتابع الموضوع لحظة بلحظة… والندوة الصحافية المنتظرة قد تقلب الطاولة بالكامل.