بعد تصريحاته المعارضة.. بركة: لم أنقلِب على الحكومة وإنما كان موقفا ثابتا لـ"الميزان"

شدد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال عرضه السياسي أمام المجلس الوطني للحزب، أن الحزب يظل شريكا أساسيا داخل الأغلبية الحكومية، مسلطا الضوء على تأثيره البارز في صياغة السياسات العمومية الموجهة لمعالجة القضايا الوطنية وتحسين الظروف المعيشية، مستندا في ذلك إلى مرجعيته الفكرية وخياراته التعادلية المتجددة.

وأبرز المسؤول الحزبي فخر حزب الاستقلال بإسهاماته التاريخية والراهنة في تشكيل الرؤى الوطنية وبلورة الخيارات الاستراتيجية للبلاد، مستذكرا مسيرة الحزب الطويلة التي اتسمت بالوقوف إلى جانب المواطن في جميع المنعطفات، والانخراط الفاعل في المسارات التحررية والدستورية والتنموية.

كما تطرق بركة إلى ضرورة تسريع وتيرة العمل خلال الفترة المتبقية من الولاية الحكومية، مع التركيز على إتمام المشاريع الإصلاحية والتنموية التي تم إطلاقها في إطار البرنامج الحكومي. وأوضح أن هذا التوجه ينبع من التزام الحزب بتحمل مسؤولياته الكاملة ضمن الائتلاف الحاكم، وحرصه على ضمان نجاح هذه المرحلة الحاسمة عبر تعزيز التضامن والتعاون بين مكونات الأغلبية.

وفي سياق متصل، نوه الأمين العام بالهوية المميزة لحزب الاستقلال كـ"ضمير للأمة"، مشيرا إلى أن انتماءه للأغلبية لا يمنعه من الدفاع عن مشروعه المجتمعي وفق قيمه ومبادئه، حتى لو أدى ذلك إلى وجود اختلافات في الرؤى حول بعض القضايا. وأكد أن مثل هذه الاختلافات لا تمس التماسك الحكومي، طالما ظل الالتزام بالبرنامج المشترك والميثاق الحكومي هو الأساس، معتبرا أن الأولوية القصوى تبقى لخدمة الصالح العام وتحقيق الإصلاحات المنشودة.

كما وجه بركة تحذيرا صريحا إلى شركائه في الأغلبية من مغبة الانشغال بالاستعدادات الانتخابية قبل الأوان، معتبرا أن أي انقسام أو صراع مبكر سيؤثر سلبا على الأداء الحكومي ويعيق تنفيذ البرامج المتبقية. وأكد أن الحفاظ على التماسك حتى نهاية الولاية الحكومية يعد شرطا أساسيا لضمان استمرارية العمل لصالح المواطنين.

وفي ردوده على بعض المواقف التي اتخذها الحزب مؤخرا، أوضح بركة أن انتقاداته لقضايا مثل ارتفاع الأسواء وخلق فرص الشغل والممارسات الاحتكارية، لم تكن انقلابا على الالتزامات الحكومية، بل تعبيرا عن التزام الحزب بثوابته ومبادئه الداعمة لحقوق المواطنين، مع الحفاظ في الوقت نفسه على تماسك التحالف الحكومي.