بريطانيا تجدد موقفها من قضية الصحراء
بريطانيا تجدد موقفها من قضية الصحراء
جددت المملكة المتحدة موقفها الداعم للمسار الأممي في قضية الصحراء المغربية، مؤكدة التزامها بالتوصل إلى حل سياسي يتسم بالعدالة والديمومة ويحظى بقبول الأطراف المعنية.
هذا الموقف الذي يعكس الحياد الإيجابي البريطاني تجاه هذا الملف الإقليمي برز بوضوح في الرد الرسمي الذي قدمه دوغلاس ألكسندر، وزير السياسة التجارية والأمن الاقتصادي، على استفسارات برلمانية أثارها النائب آشلي فوكس المعروف بميوله للأطروحة الانفصالية.
وفي سياق إيضاح الرؤية البريطانية، شدد ألكسندر على أن الاستثمارات البريطانية في الصحراء المغربية تندرج ضمن استراتيجية اقتصادية متكاملة تستهدف تعزيز النمو في شمال إفريقيا عموماً، وتحفيز التبادل التجاري بين البلدين.
وأوضح أن جهود لندن تتركز على استكشاف فرص تجارية ذات قيمة مضافة للاقتصاد البريطاني، مع الإشارة إلى الدور المهم الذي تضطلع به الوزارة في مواكبة مشاريع البنية التحتية المرتبطة باستعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 بالمشاركة مع دول أخرى.
ولعل ما يلفت الانتباه في الموقف البريطاني هو حرص لندن على المزاوجة بين المصالح الاقتصادية والتزامها الدبلوماسي بمساندة الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية مستدامة لهذا النزاع الإقليمي. فبينما تسعى الحكومة البريطانية إلى توسيع نطاق استثماراتها في المنطقة، تحرص في الوقت ذاته على تأكيد موقفها المتوازن والمحايد إزاء النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية. .
وتعكس هذه المقاربة المتوازنة الحنكة الدبلوماسية البريطانية التي تراعي مختلف الاعتبارات الجيوسياسية والاقتصادية، دون الانحياز لأي طرف على حساب الآخر. وبذلك تواصل لندن سياستها القائمة على الحياد الإيجابي في هذا الملف، معززة بذلك مكانتها كلاعب دبلوماسي يتمتع بالمصداقية ويمكن أن يسهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية.
