تصريحات بنكيران تُفجّر أزمة صامتة داخل البيجيدي: الكفاءات تُهاجر بحثًا عن الاعتراف

خلفت تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، موجة من الاستياء العارم في صفوف عدد من مناضلي وأطر الحزب، عقب حديثه في أحد الاجتماعات الداخلية عن ضعف كفاءة بعض المنتسبين إلى الحزب، مبرّرًا بذلك عدم تعيينهم في مناصب عليا داخل دواليب الدولة.

وجاءت تصريحات بنكيران، وفق ما أكدته مصادر حزبية، لتشكل صدمة لعدد من الكوادر الذين أفنوا سنوات طويلة في العمل السياسي والتنظيمي داخل "البيجيدي"، بعضهم تجاوزت مدة التزامه الحزبي عشر سنوات، بل إن من بينهم من وجد نفسه في وضعية بطالة بعد انتهاء التجربة الحكومية للحزب، دون أن يُكافَأ بأي منصب أو مسؤولية تتناسب مع تضحياته وكفاءته المفترضة.

وتساءل عدد من الغاضبين، سواء من داخل الحزب أو من الذين غادروه في صمت، عن المعايير التي اعتمدتها قيادة الحزب في تقييم الكفاءات، معتبرين أن اختزال الأمر في "ضعف القدرات" هو تقليل من شأن أطر أبانت في محطات مختلفة عن حسّ تنظيمي ومهني عالٍ.

بل أكثر من ذلك، فإن عدداً من هؤلاء الأطر الذين لم يحظوا بأي فرصة داخل العدالة والتنمية، وجدوا طريقهم إلى التعيين في مناصب عليا بعد التحاقهم بأحزاب سياسية أخرى، ما فُهم على نطاق واسع بأنه اعتراف غير مباشر بكفاءاتهم من خارج أسوار الحزب.

ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها تزيد من عمق الشرخ القائم بين القيادة الحالية وقطاع واسع من قواعد الحزب، الذين يرون أن العدالة والتنمية يفتقر إلى آليات داخلية شفافة ومنصفة لتثمين الموارد البشرية والاستفادة من الكفاءات الحقيقية التي راكمت تجربة نضالية ومؤسساتية معتبرة.

في ظل هذه الأجواء، تطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل العلاقة بين القيادة والقاعدة، وحول ما إذا كان الحزب قادراً على استعادة الثقة الداخلية وترميم صورته المتآكلة بعد الانتكاسة الانتخابية التي تعرض لها، والتحديات المتعددة التي باتت تهدد تماسكه التنظيمي والفكري.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.