مدير "خارج السرب" يثير الجدل داخل وزارة الاقتصاد والمالية
في وقت ترفع فيه وزارة الاقتصاد والمالية شعار التقشف وترشيد النفقات، تتصاعد موجة من التذمر داخل أروقة الوزارة بسبب سلوكيات أحد المدراء الذي بات يُنظر إليه كـ"حالة استثنائية" تثير الكثير من الجدل، ويثير حضوره المتعجرف وتصرّفاته المبالغ فيها حالة من الاستياء بين موظفي وإداريي القطاع.
مصادر من داخل الوزارة تحدثت عن أن هذا المدير بات يعتقد أنه فوق الجميع، مدفوعًا بعلاقاته القريبة من بعض دوائر القرار، و"كوة الضوء" التي توهّم أنها ستقوده مباشرة إلى مكتب الوزيرة. ويبدو أن هذه الثقة الزائدة قد دفعته إلى تجاوز الأعراف الإدارية، حيث طالب وبصوت عالٍ مدير الشؤون الإدارية والعامة بتوفير سيارة فاخرة من طراز "مرسيدس كلاس" أو "أودي A8"، مبررًا طلبه بعبارة أثارت سخط الحاضرين: "أنا مدير، لكن لست كأي مدير!"
ويأتي هذا الطلب في وقت حساس تحث فيه الوزارة كافة المسؤولين على ضبط المصاريف وتفادي أي مظاهر للبذخ، انسجامًا مع التوجهات الحكومية الداعية إلى عقلنة النفقات العمومية، والحرص على احترام المال العام، خاصة في ظل الظرفية الاقتصادية الوطنية والدولية الصعبة.
ورغم أن عددا من المسؤولين في الوزارة اختاروا الانسجام مع هذه التوجيهات وتقبلوا التنقل في سيارات مصلحة عادية، فإن إصرار هذا المدير على اقتناء سيارة فارهة يطرح أكثر من سؤال حول معايير التسيير والتعيين، ومظاهر التمييز داخل الإدارة، التي يُفترض أن تسير على نهج المساواة والاحتكام إلى مبدأ الكفاءة، لا إلى استعراض النفوذ.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش حول الامتيازات داخل الوزارات، وضرورة ضبطها بما ينسجم مع روح المسؤولية والشفافية، في انتظار ما إذا كانت الوزيرة ستتدخل لوضع حد لهذه "الاستثناءات غير المبررة".