توتر بين فرنسا والجزائر: دعوات لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر بعد تصريحات تبون (فيديو)
تعيش العلاقات الفرنسية-الجزائرية على وقع تصعيد جديد بعد تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي وصف فيها حكومة فرانسوا بايرو بأنها “حكومة فرنسية-مغربية-صهيونية”. هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث أثارت موجة استياء واسعة ودفعت بعض الأصوات إلى المطالبة باتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات من هذا النوع عن المسؤولين الجزائريين، إذ يرى مراقبون أن النظام الجزائري دأب على توظيف قضايا مثل معاداة الصهيونية، والعداء للمغرب، والتشكيك في نوايا فرنسا، كوسيلة لصرف الأنظار عن التحديات الداخلية التي تواجه البلاد، سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
ويعتبر منتقدو نظام تبون أن الخطاب السياسي في الجزائر غالبًا ما يلجأ إلى إثارة الأزمات التاريخية مع فرنسا واستغلال المشاعر الوطنية لتبرير بعض السياسات الداخلية. ورغم أن الجزائر وفرنسا تجمعهما علاقات تاريخية معقدة، إلا أن هذه التصريحات تزيد من تعقيد المشهد وتفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أكبر قد ينعكس على التعاون بين البلدين.
في خضم هذه التوترات، علت بعض الأصوات في فرنسا للمطالبة بإجراءات صارمة، مثل فرض قيود على التأشيرات وإنهاء سياسات لمّ الشمل العائلي، بل وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر. ويرى الداعون لهذا الطرح أن كرامة فرنسا يجب أن تكون فوق أي اعتبارات سياسية أو اقتصادية، مطالبين بوضع حد لما وصفوه بالإهانات المتكررة من الجانب الجزائري.
غير أن البعض يشير إلى أن المصالح الاقتصادية بين البلدين قد تكون عائقًا أمام تنفيذ هذه التهديدات، إذ تربط فرنسا والجزائر علاقات تجارية قوية، خاصة في مجالات الطاقة والاستثمارات. ورغم ذلك، يؤكد مؤيدو هذا التوجه أن فرنسا قادرة على إيجاد شركاء تجاريين آخرين، بما في ذلك البحث عن بدائل للغاز الجزائري.
في ظل هذا التوتر المتزايد، يبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ فرنسا بالفعل إجراءات تصعيدية ضد الجزائر، أم أن المصالح المشتركة ستفرض تهدئة الأوضاع؟ وهل يمكن أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التصريحات المتبادلة التي تزيد من حدة الخلاف؟
الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح العلاقة بين البلدين، وسط مناخ سياسي مشحون وتاريخ طويل من المد والجزر بين باريس والجزائر.