شهدت الجمعية الوطنية الفرنسية تطوراً لافتاً بحصول حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان على رئاسة مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية، في خطوة تمثل انتصاراً رمزياً للحزب على معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون. ولم يقتصر نجاح الحزب على هذه المجموعة فحسب، بل امتد ليشمل رئاسة مجموعتي الصداقة مع إيطاليا وبريطانيا، مما يعزز نفوذه في العلاقات الدبلوماسية الأساسية.
وكان اختيار المغرب على رأس أولويات حزب التجمع الوطني نظراً لمكانته الاستراتيجية ودوره المحوري في الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى أهميته في مكافحة الهجرة ووجود جالية مغربية قوية في فرنسا. ويأتي هذا الاختيار في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين دينامية متميزة، خاصة بعد قرار الرئيس الفرنسي التاريخي في صيف العام الماضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ودعم المشاريع الاقتصادية في أقاليمه الجنوبية.
وبموجب النظام الجديد الذي أقرته الجمعية العامة، تم توزيع رئاسة مجموعات الصداقة البرلمانية على مختلف الأحزاب السياسية. فحصل حزب "معاً من أجل الجمهورية" بقيادة ماكرون على رئاسة مجموعات الصداقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل وإسبانيا، بينما نال حزب فرنسا الأبية رئاسة مجموعات الصداقة مع السنغال ولبنان والمكسيك. أما الحزب الاشتراكي فحصل على رئاسة مجموعتي الصداقة مع الجزائر وتايوان.
وذهبت رئاسة مجموعة الصداقة البرلمانية مع تركيا إلى حزب الخضر، في حين آلت رئاسة مجموعة الصداقة مع فلسطين إلى حزب رئيس الوزراء الحالي الوسطي فرانسوا بايرو. وعلى الرغم من طابعها الرمزي، تلعب هذه المجموعات دوراً محورياً في الدبلوماسية البرلمانية من خلال تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين الدول. وينتظر أن تتم المصادقة على هذه القرارات خلال انعقاد الجمعية الوطنية الأسبوع المقبل، حيث يتنافس كل من مارين لوبان وسيباستيان تشينو على رئاسة المجموعة التي تضطلع بدور استراتيجي في تعزيز العلاقات الفرنسية المغربية.