اجتماع حاسم للجنة التنفيذية اليوم لإختيار رئيس الفريق الإستقلالي

يقال في علم السياسة ، ان الرجال والمؤسسات الكبيرة تتقوى زمن أزماتها ، وهذا ما ينطبق علي حزب علال الفاسي اليوم. الذي يوجد بين مفترق الطرق تؤطره عدة تحديات متداخلة في ما بينها:

1-عقد المؤتمر الوطني نهاية هذا الشهر ، وهو مؤتمر مفتوح على كل الاحتمالات، بعد فقدان الحزب لأحد صقوره هو نور الدين مضيان بسبب متابعاته القضائية نتيجة سلوك طائش. وتداعيات ذلك على الحزب ،خصوصا بعد استغلال بعض ''الاستقلاليين المصبوغين'' بلغة احد الاستقلاليين ملف نور الدين مضيان لإستهداف نزار بركة وإضعافه امام الأغلبية الحكومية وبالمؤتمر عبر إدخال الحزب في تصفية حسابات سياسوية وشخصية ضيقة.

وبالفعل ،وحاول البعض توريط نزار بركة في ملف نور الدين مضيان، لكن بركة فطن بالمصيدة ودبر هذا الملف بذكاء وبهدوء وبصمت.

دون نسيان كولسة المؤتمر ، وما تفرضه من حروب ومنارات وتكتيكات صامتة حول التموقع في أجهزة الحزب في المؤتمر المقبل ، وما تعرفه من تحافات مصلحية، ومن وعود ومن تكتيكات خصوصا من طرف أنصار الرجل القوي حمدي ولد الرشيد الذي لم يقبل ولاية أخرى  لنزار بركة مجانا.

2- تعيين رئيسا جديدا للفريق الاستقلالي بمجلس النواب على أساس التوافق خصوصا مع تيار الصحراء ، ويتعلق الامر بثلاث صقور : عبد الصمد قيوح ، عمر احجيرة والنقابية والمشاكسة والميكيافيلية خديجة الزومي ، ولكل واحد من هؤلاء مناصرون ، وكل واحد يطمح بأن يفوز اما بحقيبة وزارية، أو منصب سفير أو نائب رئيس مجلس النواب اذا لم يفز برئاسة الفريق الاستقلالي، لذلك سيحاول نزار بركة تدبير تعيين رئيس الفريق بمجلس النواب بكثير من الحذر والحيطة، لكي لا يكون لقراره تأثيرا او تداعيات على المؤتمر، خصوصا وان الكل ينتظر من نزار بركة قسطا من كعكعة التعديل الحكومي ،أو توزيع مناصب بمجلس النواب او التموقع في أجهزة الحزب في المؤتمر المقبل.

3-إكراهات التعديل الحكومي المرتقب ، حيث يوجد نزار بركة في وضعية ليست بالهينة في تدبير ملف الاستوزار في التعديل الحكومي المرتقب، حيث ان كل أعضاء اللجنة التنفيذية يطمعون في منصب وزاري .خصوصا تيار الصحراء الذي يطالب بحقائب وزارية لابناء الاقاليم الجنوبية.

4- انتخابات رئاسة مجلس المستشارين يعتبر من الملفات الثقيلة المحرجة لنزار بركة، خصوصا بعد إعادة انتخاب راشيد الطالبي العلمي رئيسا لمجلس النواب،لان نزار بوكة سيكون أمام خيارات صعبة: الحفاظ على ميارة رئيسا لمجلس المستشارين في إطار الإلتزام بمخرجات الاتفاقات ، أو منحه منصبا وزاريا لربح حقيبيتين وزارتين مقابل التخلي عن رئاسة مجلس المستشارين، وفي هذه الحالة كيف سيكون رد تيار الصحراء، وان كنا ندرك جيدا ان انتخاب رؤساء مجلسي البرلمان تتحكم فيه عدة جهات .

وفي هذا الصدد ، أكدت مصادر لبلبريس ان نزار بركة واع كل الوعي بأن كل خطواته مراقبة، وبأنه أمام ملفات ثقيلة ومقنبلة،وان الحزب يعيش على إيقاع حرب المصالح والتموقعات،لذلك سيحاول نزار بركة ان يكون امينا عاما براكماتيا وميكيافيليا في كل هذه المحطات، وانه اصبح اكثر قوة من بعد الهزات التي عرفها في الاسابيع الأخيرة ، لذلك فانه سيكون اقوى من هذه التحديات ،وسيذهب بحزب الاستقلال نحو شاطئ الأمان رغم قوية الامواج العاتية ;وفق مضمون الرسالة الملكية الداعية لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد الحزبي.