منع 10 برلمانيين من تولي مسؤوليات بسبب متابعتهم قضائيًا

منع‭ ‬عشرة‭ ‬برلمانيين،‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفرق،‭ ‬أغلبية‭ ‬ومعارضة في البرلمان ،‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬مناصب‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الربيعية‭ ‬المقبلة‭ ‬التي‭ ‬ستفتتح‭ ‬الجمعة‭ ‬12‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري،‭ ‬بسبب‭ ‬متابعتهم‭ ‬قضائيا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سراح،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬شكايات‭ ‬مرفوعة‭ ‬ضدهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جمعيات‭ ‬حماية‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬بغرف‭ ‬جرائم‭ ‬الأموال،‭ ‬تتعلق‭ ‬بتبديد‭ ‬أموال‭ ‬عمومية،‭ ‬أو‭ ‬اتهامات‭ ‬بالفساد‭ ‬الأخلاقي،‭ ‬أو‭ ‬أدينوا‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القضاء،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يؤدوا‭ ‬النفقة‭ ‬لطليقاتهم،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬مصادر‭ “‬الصباح‭”.‬

وأوضحت ذات‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬البرلمانيين‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لهم‭ ‬التنافس‭ ‬لتولي‭ ‬مناصب‭ ‬المسؤولية،‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬المجلس،‭ (‬ثمانية‭ ‬نواب‭ ‬للرئيس،‭ ‬وثلاثة‭ ‬أمناء،‭ ‬ومحاسبان‭.

وسيتم‭ ‬منع‭ ‬هؤلاء‭ ‬البرلمانيين‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬لدى‭ ‬رؤساء‭ ‬فرقهم‭ ‬لتولي‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬دائمة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬تسع‭ ‬لجان‭ ‬تنشط‭ ‬في‭  ‬البرلمان ،‭ ‬وإبعادهم‭ ‬عن‭ ‬تولي‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية‭ ‬أثناء‭ ‬إحداث‭ ‬لجان‭ ‬تقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬البرلمانية،‭ ‬أو‭ ‬لجان‭ ‬استطلاع‭ ‬برلمانية،‭ ‬أو‭ ‬موضوعاتية،‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البرلمانية‭.‬

وسيحرم‭ ‬البعض‭ ‬منهم،‭ ‬تضيف‭ ‬المصادر،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬رئاسة‭ ‬الفرق‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬أحزابهم‭ ‬في‭ ‬قبة ‭ ‬البرلمان ،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الذين‭ ‬تجرى‭ ‬معهم‭ ‬التحقيقات،‭ ‬أو‭ ‬توجد‭ ‬ملفاتهم‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬الرسالة‭ ‬الملكية،‭ ‬لمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬الستين‭ ‬لتأسيس‭ ‬البرلمان ،‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬مدونة‭ ‬للسلوك‭ ‬والأخلاقيات،‭ ‬وإبعاد‭ ‬كل‭ ‬مشتبه‭ ‬في‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬جنحة‭ ‬أو‭ ‬جناية‭ ‬فساد‭ ‬مالي‭ ‬أو‭ ‬أخلاقي‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستند‭ ‬عليها‭ ‬للتهرب‭ ‬من‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمساءلة،‭ ‬بعد‭ ‬وأد‭ ‬نظام‭ ‬الحصانة‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬محصورا‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬الفصل‭ ‬64‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬بأنه‭ “‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬متابعة‭ ‬أي‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان ،‭ ‬ولا‭ ‬البحث‭ ‬معه،‭ ‬ولا‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬ولا‭ ‬اعتقاله،‭ ‬ولا‭ ‬محاكمته‭ ‬لمناسبة‭ ‬إبدائه‭ ‬لرأي،‭ ‬أو‭ ‬قيامه‭ ‬بتصويت‭ ‬خلال‭ ‬مزاولته‭ ‬لمهامه،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الرأي‭ ‬المعبر‭ ‬عنه‭ ‬يجادل‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الملكي،‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬أو‭ ‬يتضمن‭ ‬ما‭ ‬يخل‭ ‬بالاحترام‭ ‬الواجب‭ ‬للملك‭”‬.
وسيعقد‭ ‬رؤساء‭ ‬الفرق‭ ‬والمجموعات‭ ‬النيابية،‭ ‬ومكتب‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي،‭ ‬اجتماعا‭ ‬قصد‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬إبعاد‭ ‬المشتبه‭ ‬فيهم،‭ ‬ولو‭ ‬كانوا‭ ‬محط‭ ‬شكاية‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬التحقيق،‭ ‬لتجنب‭ “‬القيل‭ ‬والقال‭”‬،‭ ‬إذ‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬توبع‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬برلمانية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القضاء،‭ ‬باعتباره‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬جماعي‭ ‬بتهمة‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬الصفقات‭ ‬العمومية،‭ ‬وظهر‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يستحق‭ ‬التنافس‭ ‬عليها‭ ‬فبالأحرى‭ ‬توليها،‭ ‬وحينما‭ ‬انتخب‭ ‬خليفته‭ ‬توبع‭ ‬بدوره‭ ‬بسبب‭ ‬مساهمته‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات،‭ ‬فشعر‭ ‬البرلمانيون‭ ‬ومكتب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بالإحراج‭ ‬الشديد‭. ‬
كما‭ ‬عانى‭ ‬مجلس‭ ‬المستشارين،‭ ‬في‭ ‬الولاية‭ ‬السابقة‭ ‬بسبب‭ ‬متابعة‭ ‬القضاء‭ ‬لأمناء‭ ‬المجلس،‭ ‬فأحدث‭ ‬ذلك‭ ‬زلزالا‭ ‬وسط‭ ‬نواب البرلمان ،‭ ‬لأن‭ ‬منصب‭ ‬الأمين‭ ‬يحيل‭ ‬على‭ ‬النزاهة،‭ ‬وليس‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬الصفقات‭ ‬وتبديد‭ ‬أموال‭.