صراع داخلي يهز "البام" بالعيون: ما هي السيناوهات الممكنة أمام القيادة الجماعية لإحتواء الأزمة؟

وجدت القيادة الجماعية لـ حزب الأصالة والمعاصرة  نفسها أمام اختبار  تنظيمي صعب هو الأول  من نوعه وعلى بعد أيام فقط من المؤتمر الخامس للبام.يتجلى في اقدام

16 قياديا بجهة العيون الساقية الحمراء اعلان تجميد عضويتهم في حزب "الجرار".

وفي مراسلتهم إلى  منسقة القيادة الجماعية، فاطمة الزهراء المنصوري، أشاروا إلى أن هذا القرار يأتي نتيجة للانتكاسات التي عاشتها الوضعية التنظيمية للحزب في مدينة العيون.

وفيما يتعلق بدوافع هذا القرار، أوضح الموقعون أنه يعود إلى "تعامل القيادات الحزبية مع المنتخبين والمناضلين بإقليم العيون".

وأكدوا أن هناك محاولات "تحجيم دور وفاعلية المنتخبين بالإقليم"، خاصة بعد فوز الحزب بمقاعد برلمانية في المنطقة. مستنكرين  محاولات قيادات الحزب لتقليل من أهمية دور المنتخبين، خاصة بعد حصول الحزب على مقاعد برلمانية.

وأشاروا إلى أن هذا التصعيد يأتي في الوقت الذي يشهد فيه حزب الأصالة والمعاصرة (البام) تحسنًا في مدينة العيون، حيث حصل على مقاعد في المجلس الجماعي لأول مرة.

ويرى مراقبون أن هذا الزلزال التنظيمي سيضع القيادة الجماعية للحزب وفي مقدمتها فاطمة الزهراء المنصوري في وضع صعب، خاصة وأنهم بشروا غداة المؤتمر بولادة جديدة ونفس جديد، يقطع مع الماضي ومع جيل التأسيس، رغم أن الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي شكر في مستهل كلمته الافتتاحية بالمؤتمر الرعيل الأول للحزب.

فكيف ستتصرف المنصوري، المنسقة الوطنية للأصالة والمعاصرة  ومعها باقي أعضاء القيادة الجماعية في هذه النازلة؟

يقول مصدر حزبي لـ"بلبريس"، أن المنصوري ستتواصل مع مسؤولين في الأصالة والمعاصرة بالأقاليم الجنوبية، وذلك من أجل حلحلة المشكل، ووضع حد له، من أجل مواجهة تفاقمه.

وأشار المصدر نفسه، إلى أن عبد اللطيف وهبي أخطأ عندما واجه الجماني في المرحلة السابقة، وهو الذي يعد أحد أبرز الأعيان في المنطقة، وبالتالي فالأقاليم الجنوبية باتت وكأنها غاضبة من الأصالة والمعاصرة وتدبيرها للمرحلة.

وفي جانب آخر، شدد المصدر، على أزمة وهبي وبلفقيه، وهو الأمر الاخر الذي تسبب في أزمة حقيقية للحزب، سيما بعد الاستحقاقات الانتخابية، وبالتالي عين فكيف ستدبر المنصوري مواجهة هذه الأزمة التنظيمية، وإعادة الأمور لمسارها الصحيح في الجنوب التي تعد منطقة مهمة، وكذلك لمواجهة تمدد حزب الاستقلال في المنطقة، وكذلك التجمع الوطني للأحرار الذي بات قوة تنظيمية هناك، بعدما اتجه "الأحرار" لضم عدد من الوجوه السياسية البارزة إليه.

وبعيدا عن المصدر تضع بلبريس، أمام القراء،  في هذا التحليل سناريوهات تعامل الأصالة والمعاصرة مع الأزمة  .

  • اول سيناريو: قد تستجيب القيادة الجماعية لمطالب الموقعين على الرسالة، مثل إعادة النظر في سياستها تجاه المنتخبين والمناضلين بالإقليم ،وهو ما قد يؤدي إلى استقرار الأوضاع داخل الحزب.

ومعها عودة الموقعين على الرسالة إلى تفعيل عضويتهم، وركوب الجرار من جديد للعمل مع القيادة الجماعية جنبا إلى جنب في تناغم يسمو بالعمل السياسي.

  • ثاني سيناريو:  يمكن للقيادة تجاهل مطالب الموقعين، تبعا للمثل القائل ، ’’كم حاجة قضيناها بتركها’’.لكن تجاهل القيادة الجماعية لمطالب الموقعين من شأنه أن يفاقم الأزمة، وقد ينسحب الكثير من الأعضاء حزب البام.
  • ثالث اسيناريو الثالث وهو مستبعد، يكمن في ان تصعد القيادة الجماعية الأزمة من خلال اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الموقعين على الرسالة. وهذا قد يؤدي إلى انقسام الحزب بالعيون.

وانطلاقا مما سبق، فإن طريقة تعامل القيادة الجديدة مع الأزمة الحالية ستحدد مستقبله في مدينة العيون، فهل يعبر الجرار الاختبار الأول بنجاح؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن السؤال .

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.