الأحرار يكتسحون الانتخابات الجزئية بآسفي وسيدي قاسم.. أي دلالات؟

اكتسح حزب التجمع الوطني للأحرار، امس الخميس، الانتخابات الجزئية البرلمانية في كل من آسفي وسيدي قاسم، ليتمكن الأحرار بذلك من تعزيز فريقههم بمجلس النواب بمقعدين إضافيين.

 

وتوجت الانتخابات الجزئية باسترجاع التجمع الوطني للأحرار مقعده البرلماني لدائرة أسفي بفرق شاسع على منافسه، كما اكتسح الحزب الإنتخابات بالدائرة الثانية سيدي قاسم بتقدم كبير على مرشح حزب الحركة الشعبية.

واسترجع حزب الأحرار في شخص رشيد صابر  مقعده البرلماني بدائرة آسفي  بفارق كبير على منافسه، بعد اكتسح مرشح الأحرار هذه الانتخابات بـ8927 صوتا مقابل 1030 صوتا لمنافسه عن حزب الوحدة والديمقراطية.

وكسب الحزب كذلك رهان الإنتخابات الجزئية التشريعية بدائرة سيدي قاسم بتقدم كبير جدا  على مرشح الحزب المنافس.

 

واعتبر أعضاء من حزب الأحرار أن نتائج هذه الانتخابات الجزئية “تؤكد من جديد ثقة المغاربة في حزب التجمع الوطني للأحرار”.

 

رغم الانتقادات حزب الحمامة يتصدر 

 

وجاءت هذه الانتخابات رغم ما طال حزب التجمع الوطني للأحرار  ورئيسه عزيز أخنوش، في الآونة الأخيرة، من انتقادات وغضب شعبي جراء الغلاء وارتفاع أسعار المحروقات.

وبتحقيق هذا النصر الانتخابي، يكون"التجمع الوطني للأحرار" قد أفلح في اختبار مدى شعبيته والإفلات من عقاب انتخابي، حيث اعتبرها  العديد من المراقبين محطة رهانات سياسية بالنسبة لحزب رئيس الحكومة، ولأحزاب المعارضة،كما نُظر إليها كمحطة استفتاء على الثقة في الحكومة ومساندة لها خاصة في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة نتيجة أزمة الغلاء والسخط الشعبي التي تعرفها الفئات الاجتماعية.

 

العالم الافتراضي والواقع .هل تعكس النتيجة حقيقة المفارقة ؟

 

 يمكن اعتبار هذه  الانتخابات الجزئية،  محكا حقيقيا لحزب التجمع الوطني الاحرار، ومعرفة الوزن السياسي الذي أصبح عليه، على اعتبار أن هذه الانتخابات جاءت في ظرفية صعبة نتيجة تراكم عدة عوامل أظهرت عجز الحكومة الحالية..

 

فبداية مشاكل الحكومة في مواجهة الرأي العام كانت مع موجة الغلاء التي ضربت أسعار كل المواد الاستهلاكية، وبعدها الخضر والفواكه واللحوم والدواجن، أي أنها مست مخرجات مخطط زراعي (المخطط الأخضر) كان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يشرف عليه شخصيا حين كان يشغل مهمة وزير الفلاحة في الحكومات السابقة، مما جعل الصحافة والمعارضة والفضاء الأزرق يهاجمون بقوة “المخطط الأخضر”، ويقرون بفشله الذريع في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد.

كما عجزت الحكومة خلال تلك المرحلة عن إيجاد حلول لموجة الغلاء، وكل إجراء قامت باتخاذه جر عليها سيلا من الانتقادات والسخرية، مثل اللجان التي كلفت بمراقبة الأسعار على مستوى أسواق الجملة والتي ساهمت في تخفيض الأسعار فقط في القنوات العمومية.

وهناك منيرى أن هذه النتيجة تكرس الثقة في الحزب التي منحها الناخبون للأحرار  في ‏شتنبر الماضي، وهي كذلك استشراف للمستقبل بأن هذه الحكومة التي يقودها التجمع ‏الوطني للأحرار قادرة على تدبير هذه المرحلة الصعبة رغم كل ما يٌقال في شبكات التواصل الاجتماعي.

وهناك من يرى أنها لاتعكس الحقيقة الكاملة على اعتبار أن ملايين المغاربة على مواقع التواصل لايذهبون لصناديق الاقتراع، والعزوف كان هو سيد الموقف رغم حصول الاحرار، على المقعد فأن تنجح في الانتخابات ضمن بضعة الاف ليس هو ان تنجح بمليون صوت  ولو شارك العازفون في الانتخابات لكانت النتيجة مختلفة تماما.