الكاتب أخازي : سيدي عبدالرحمان وسيدي بوجوارب، حقائق تنكشف تباعا...

قال الكاتب خالد أخازي، إن الأحداث التي تقع في المغرب تسقط الأوهام تلو الأخرى، وعلى رأسها التي تجذب انتباه الرأي العام كأعراف قبة سيدي عبد الرحمان بالدارلبيضاء. ولم يعد الناس يستمعون إلى قصص الجن والشياطين، بل تتحول الأحداث إلى واقع يديره قادة قويون. ومن الظاهر، أن الإنس الذين كانوا يتجاهلون ليالي تكهنات سيدي عبد الرحمان تتجاوز تصورات العديدين، يجدون أنفسهم عاجزين أمام سلطة قوية تستخدم كل وسائلها لتحقيق أهدافها.

"ليس هناك مكان للمعلومات العابرة أو المكالمات الهاتفية، بدون أن تأتي مقابل أتاوة أو تصفح طالع بلا طالع. وإن العمليات التطهيرية تتكاثر، وكثير منها ينكسر بوجه التواصل الهاتفي، الذي يظل طريقًا للفساد والجريمة وتجارة المخدرات والدعارة".

ويضيف أخازي في هذا السياق، إن "الكثيرون يشيرون إلى مئات الجن والشياطين، الذين فشلوا في التنبؤ بزمن الهدم، وحتى في إيقاف الآليات التي يمكن شلها فقط بالعطب أو نفاذ البنزين. تتبادر إلى الذهن قصص شخصيات، مثل صاحب مؤسسة المخابرات الجواربية، الذي ادعى معرفته بألوان جوارب المغاربة، فتظهر الواقعية عندما يكون هذا الاهتمام تفاصيل مادية غير ذات فائدة.

وجوارب المغاربة، كما يفصح عنها، تظهر باهتة، بدون لون محدد، وقد تكون مثقوبة حتى تظهر الأصابع. ورغم رخص سعرها، إلا أنها تسبب الحساسية، تشبه الأحذية المزورة التي تزكم النفوس عند التعرق".

وتابع الكاتب، "في الحديث عن سيدي بوجوارب، الذي سلط الضوء على رحلته من اليسار إلى التفاني في خدمة الكبار، وذلك دون تناقض رئيسي. إلا أن تهديده بمتابعة كل من يتحدث عن الحزب يعتبر فضيحة سياسية، وكان يجب عليه تحمل المسؤولية والاستقالة، بدلا من التمادي في التهديد".

ويرفع أخازي، قبعته لمؤسسة الأمن التي تعمل بكفاءة ووطنية، داعيا إلى دعمها ماديا ولوجستيكيا، ورفع ميزانيتها لمواكبة التحديات الجديدة. مشددا، على "أهمية دعم وتشجيع الأمن الوطني، خدام الشعب، وليس فقط لأنهم لا يهتمون بلون جوارب الناس، وإنما لأن هدفهم هو تحقيق مجتمع متساو وعادل وكريم، بغض النظر عن الأمور الطارئة مثل لون الجوارب".