انقسام بين حزبين حليفين يضرب أسس التحالف الحكومي ويضع أخنوش في موقف حرج

تعيش الساحة السياسية في المغرب على وقع أحداث هامة، حيث تتجه الأنظار نحو انشقاق بارز بين حزبين حليفين في الحكومة هما الأصالة والمعاصرة والاستقلال، ويأتي هذا الانشقاق في سياق تصاعد التوترات الداخلية بين الحزبين والتي تعود إلى مجموعة من الخلافات والصراعات الداخلية بين القيادات الرئيسية في الحزبين.

ويأتي هذا الصراع الحزبي، وفق ما تطرقت له موقع “بلبريس” الإلكتروني في مقال سابق تحت عنوان: “ما الذي يجري بين حزبي الجرار والميزان؟ كودار يوجه اتهامات قاسية لقيادة الاستقلال“، في ظل اقتراب موعد المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة في فبراير المقبل، والمنتظر أن يحضره أكثر من ثلاثة آلاف مؤتمر.

وعلاوة على، تهجم سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس، الذي استصغر حزبا حليفا، وسفه مجهوداته، خلال إشرافه على انتخاب المؤتمرين في البيضاء، منتصف الأسبوع الجاري، حيث قال “البام هو الحزب الوحيد الذي استطاع أن يعقد مؤتمره في تاريخ محدد”، مشيرا إلى أن بعض الأحزاب تدبر وتسير الحكومة ( في إشارة إلى حزب الاستقلال) لم تستطع عقد مؤتمرها في الآجال القانونية “، طفت كواليس أخرى تزيد من حدة الصراع المشتعل.

إذ لم يتأخر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في رفع تظلمه إلى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، بسبب الهجوم المفاجئ لـ “البام” على حزبه، حفاظا على وحدة الصف الحكومي، رافضا الرد على تهجم سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس،

وكشفت مصادر حزبية، عن صراع خفي تشكل في الأقاليم الجنوبية للمملكة بين الحزبين الحليفين، وبدأ يطفو إلى السطح، فبعد طرد محمد سالم الجماني الشخصية النافذة بجهة العيون، من صفوف الأصالة والمعاصرة، شرع عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عمليا في البحث عن بديل للجماني بالصحراء.

وفي خطوة مثيرة، وقع اختيار الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على القيادي البازر بحزب الاستقلال ورئيس المجلس الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، وهو ما أثار حفيظة قيادات “الميزان” خاصة بالأقاليم الجنوبية.

وأوردت ذات  المصادر أن وهبي تدخل بشكل شخصي لترتيب توقيع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، تحت إشراف الخطاط ينجا وفاطمة الزهراء المنصوري، حول مشروع التهيئة الحضارية بجهة الداخلة، مسجلة أن وهبي وضع عينه على استقطاب الخطاط ينجا باعتباره أحد أبرز عرابي الانتخابات بالصحراء المغربية.

وأكدت مصادر قيادية بحزب الاستقلال أن حمدي ولد الرشيد، منسق حزب الاستقلال بالأقاليم الجنوبية، استشاط غضبا بعدما بلغ إلى علمه تحركات الأمين العام لحزب “البام”، عبد اللطيف وهبي، من أجل استقطاب الخطاط ينجا إلى صفوف الحزب على بعد نحو شهر من المؤتمر الوطني القادم لحزب الأصالة والمعاصرة.

وكشفت المصادر نفسها أن القيادي البارز بحزب الاستقلال، حمدي ولد الرشيد، اختار أن يرد على تحركات وهبي في الصحراء، بالسعي إلى استقطاب المنسق الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة الداخلة وادي الذهب، محمد بوبكر، في محاولة منه لتعويض الخطاط ينجا في حال قبل الأخير مغادرة صفوف الاستقلال.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *