أعرب إدريس شحتان، رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، عن تثمينه لقرار مجلس الحكومة، أخيرا، والقاضي بالمصادقة على مشروع قانون يتعلق بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر.
وقال شحتان،في حوار صحفي له، إن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين رحبت بمصادقة مجلس الحكومة على مشروع القانون، الذي يهدف إلى تصحيح الوضع غير القانوني الذي ستؤول إليه قرارات المجلس الوطني
للصحافة، بعد عدم التمكن من إجراء انتخابات رغم تمديد مدة انتداب الأخير بكيفية استثنائية.
كما قلل رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين من شأن الهجوم والرفض الذي قوبل به القرار من «بعض الأشخاص»، معتبرا ذلك لا يشكل ولن يشكل أي تأثير على مسيرة إصلاح المشهد الإعلامي الوطني في ظل
المتغيرات الدولية والوطنية التي شهدها القطاع.
ولفت شحتان إلى أن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين أنجزت دراسة تقييمية لحصيلة أربع سنوات من مسار المجلس الوطني للصحافة، خصوصا بعد مرحلة أزمة كوفيد، ووقفت على أن المجلس الوطني وجد أمامه
إشكالا كبيرا وعائقا أساسيا، وهو تجديد القوانين، حيث إن المجلس الذي رأى النور في عهد الحكومة السابقة، لم تمنحه هذه الأخيرة هامشا من المبادرة والإرادة للتحرك أكثر من أجل إنقاذ المشهد الإعلامي المغربي،
إذ مع أول أزمة كاد المشهد الإعلامي المغربي والمقاولة الصحافية المغربية أن يغرقان، خصوصا في إطار نظام مهني سابق، كان يشتغل بأساليب تسيير عتيقة لا تتماشى مع التطورات السريعة التي شهدها العالم،
بينما المقاولات الإعلامية يجب أن تكون مواكبة لهذه التطورات خاصة في ما يتعلق بطرق التدبير والتسيير الحديثة والتكنولوجيا الجديدة.
وبخصوص المرحلة الثانية للمجلس الوطني للصحافة، قال شحتان إنه "لابد من التفكير في التغيير وتعديل القوانين بنظم قانونية جديدة تتماشى مع التطورات السريعة التي شهدها ويشهدها الحقل الإعلامي سواء على
الصعيد الوطني أو الدولي، علما أنه من خلال القوانين التي جاء بها المجلس السابق، في عهد الحكومة السابقة، فهو لم يقدم لنا منظومة إعلامية قوية بل أفرز ترسانة قانونية ملغومة أعطت مشهدا إعلاميا «مشتتا»،
وبلقنت القطاع بميلاد آلاف المنابر الإعلامية بتسيير انفرادي، ما جعل المشهد الإعلامي في المجتمع يسوده نوع من الضبابية والعشوائية حتى أنه فقد المكانة والرمزية الخاصة به في المجتمع المغربي".
وانتقد المتحدث ذاته الهجوم الشرس من طرف بعض الهيئات على المصادقة على مشروع قانون إحداث اللجنة المؤقتة، معتبرا أنه هجوم شرس من طرف بعض الأشخاص الذين لا حظوا أن التطور الحاصل الآن في
المجلس الوطني للصحافة، وأن تغير القوانين لا يتماشى مع مفهوم الريع الذي كانوا يعيشونه، ذلك أن هؤلاء الأشخاص الذين هاجموا الإصلاح هم من ماضي الإعلام المغربي، وهم السبب في هذه البلقنة التي يعيشها
القطاع. للأسف الإطار المهني للناشرين السابق قاد المشهد المغربي نحو الانتحار،