انتصر البرتقال البركاني على ذاته .. تجاوز مرحلة البرعم .. وقرر أن يكبر .. لم يأت ذلك فجأة .. فقد كان مريرا شك البدايات و الخوف من النكوص .
و ثقيل كان ذلك السؤال البالغ القسوة : هل نستطيع أن نطوع القارة السمراء مرتين ؟
لكن يبدو انه كلما زاد النضال كان الانتصار مجيدا.. و كان طعمه بنكهة الولادة .. وألوان الفجر ..
مبروك للبراكنة القبض على الحلم مرتين دون أدنى رجفة .. محطة بعد محطة ..حيث ازداد النبض احتراقا .. و كان طبيعيا أن يرتفع منسوب القلق لدى المسير والمدرب واللاعبين...بل والمدينة .. بل والبلد قاطبة ..
عندما أقلعت طائرة المجموعة نحو مدينة أويو النيجيرية.
لمواجهة الفريق الجنوب إفريقي اورلاندو بيرات ، تعالى منسوب القلق متسارعا لدى البراكنة .. وهذه المرة ايضا كباقي معارك الكرة ، كان العرق مدرارا داخل المستطيل الاخضر .. وكان الحفر في الرخام شاقا و مؤلما ..الى ان استقرت الكأس الافريقية في يد الكابتن محمد عزيز .. لتدخل خزانة النهضة البركانية موسومة بعبق المجد والتاريخ ..
أن تنتصر على خوفك ورعشة قلبك امام ضربات الجزاء وتسدد الضربة الفاصلة ، فذاك حلم عنيد كان يشاكس وجدان اللاعبين .. دونه مساحات ترقب موجع .. موغل في صمت صقيعي ..
قال المنتصرون : أن نتازل عن جميع متع الدنيا .. فالكأس حبلى بشراب الروح يروي كل نزواتنا ..وحماقتنا .. وعطشنا للمجد ..
القلب مازال يعشق الوان قزح التي تتراقص مناجية عيون المغاربة الاقحاح الذين يقفزون اليوم فوق مشاغباتهم الصغيرة .. ومشانقهم الشخصية ( الرياضية طبعا ) المنصوبة فوق شراسة الكلاشات ..
لأننا نتوسد حلما آخر .. ونرنو الى فوز آخر بكأس افريقية من طراز آخر .. نراها قريبة منا .. ومن خطوط الممكن .. لذلك يظل ضروريا "نهار الماتش" يكون المركب الرياضي محمد الخامس مكسوا عن آخره بالأحمر و بالوان الاحتفالية و طقوس الجدبة الجماعية .. و يظل ضروريا وفي كل الحالات والسيناريوهات التابعة لمنطق الكرة أن تنتصر كمياء الرزانة والهدوء و صوت النظام والانتظام طيلة المباراة .. و ضروري أيضا أن يكون فعل الرجولة والمكر الرياضي حاضرين لدى اللاعبين الواديين تحسبا للحرب النفسية والاستفزاز التي يتقنها بامتياز خصومنا في الكرة .. وهذه معركة حقيقية داخل المعركة التكتيكية والتقنية ..
دعواتنا ان يمضي أولاد الحمراء حثيثا وبثقة وتركيز نحو الكأس الافريقية الغالية… لاننا سمعنا " الويل " ونحن نستقبلها على ارضنا .. من أجل رش زعفران النصر فوق كل تراب الوطن، لابد للواداد ان تلعب لتفوز مهما كان الاداء والتشكيل ..المهم أن يتوج الوداد ومعه المغرب عريسا يوم الموعد الكبير ..!!!
Le futur ce n ' est pas ce qui va arriver .. mais ce que nous allons faire ... Henré Bergson