الخبير الأمني محمد بوزفور يكتب: المغرب الفاسي والوداد.. درس الألترس .. YES YOU CAN

هل يمكن اعتبار العناق الأخوي بين جماهير المغرب الفاسي والوادي الرياضي خارج الملعب الكبير بفاس و داخله وتبادل التحايا ضمن طقوس الالتراس ” فتال تاغر” – ” و الوينرز ” من جهة ، ونهاية المنافسة على المستطيل الأخضر دون ان يصدر عن الجمهورين بالشارع العام ميولات تذكر نحو العنف او التلاسن اللفظي أو الاستفزاز من جهة ثانية ، بمثابة نقطة تحول في العلائق بين الفصائل المغربية في اتجاه سيطرة المشاعر الايجابية والسلمية وعواطف المودة المتبادلة بينها بمناسبة وأثناء التظاهرات الكروية؟؟

هل يمكن أن نستشعر اليوم الاطمئنان والفرح .. ونطلق زغرودة العرس القزحي ، ونحن نشاهد ناشئة جميلة من أهل فاس المرصعبن باللون الاصفر والأسود بهرعون لقارعة الطريق المؤدية للملعب الكبير لاستقبال جحافل من الشباب البيضاوي المبدع أصحاب اللون الأحمر ؟؟
أتساءل في غمرة أحاسيس الفخر التي تملكتني وانا أتابع تلك المشاهد المسكونة بالشحنات الإنسانية الفياضة ، هل كان المغاربة مدعوون يوم المباراة عبر شاشة التلفاز الى متابعة اطوار التنافس الكروي ، أم كانوا على موعد مع حفل ضخم المعاني والحضور ، اختلطت فيه الابعاد الإنسانية والدلالات سوسيو ثقافية التي جسدها انصهار آلالاف الشباب المغربي في بوثقة سنفونية رائعة توزعت بين التجديد والابداع والجمالية المزركشة بأبعاد المواطنة الحقة ؟؟
أعتقد أن أي مغربي غيور شاهد العروض الفنية بالمدرجات إلا وأحس بقشعريرة باردة حركتها مشاعر تامغربيت التي رفعت منسوبها إيقاعات وهتافات واغاني الجذبة الجماعية للالتراس المغربي المتوحد حول قيم التسامح التي جعلته تلك العشية يتوج عريسا كامل النظارة والأوصاف ..!!
رسائل مختلفة المضامين أصر ” الماصاويون والوداديون ” إلا ان يبعثوا بها الى كافة الفصائل المغربية .. والى المغاربة قاطبة .. والى العالم المتحضر الذي تابع اطوار المبارتين .. واحدة دارت راحاها داخل العشب.. واخرى كانت أكثر جاذبية وجمالية داخل المدرجات..!!
.، رسالة ” فطال تايغر” التي شكلت ” كعكة الحفل ” جاءت حاملة لكمياء جارفة من الحب الكبير للاعب الأجنبي المصاوي السابق الذي رفعت من أجله لوحة تيفو مثخنة بالاعتراف بالجميل !!
هنيئا لمكونات الالتراس معا الذين رصعوا جنبات ملعب فاس الكبير .. هنيئا لنا جميعا بانتصار الشباب المغربي على الأنا الصغيرة والوهم ..و على ميولات التطرف والتعصب والعنف .. بالوعي الكامل بالواقع .. و بالموازين المرتبطة بالحقوق والواجبات و التفافهم حول مبادئ التساكن والتعايش والأخوة في الله والوطن ..
..أقول ذلك .. لاننا اعتدنا على النقد والانتقاد ساعة ارتكاب الخروفات والحماقات .. لكن الواجب يقتضي ان نعترف اليوم .. ونقف احتراما ساعة ارتكاب الفرح وارتكاب الخير .. واقتراف الحب ..
رسالة لبعض المجموعات التشجيعية الأخرى التي تبدو و كأنها ماتزال قابعة في منطقة الأمس .. خارج المستقبل ..قابضة على جمر التناحر والصدامية .. انهم .. إن أرادوا .. فعلوا !!!
لانه بالإمكان هزم العدوات و الاسراع باقتحام مساحات الرشد والنضج التشجيعي .. و بالإمكان أيضا قصم ظهر النزعات الهدامة والعنيفة التي تصطدم غالبا بالحائط والنهايات غير السعيدة ..
درس ” فطال تايغر والوينرز ” لايجب أن يمر مر الكرام كقطار بدون ركاب .. ومن ثمة ، فان توغل المشاهد الجميلة في كل ملاعب الكرة المغربية يجعل من مصالح الأمن المختلفة المكلفة بزجر مظاهر الرعونة والتسيب شاهدا فقط على ازدهار الوعي داخل فضاء التشجيع الرياضي .. لذلك أقول إنكم تستطيعون .. بمقدوركم الانتصار على عوامل الانزلاق و العبث … فاذا دققتم في عمق الأشياء فالخصم وهمي و غير موجود ..
YES YOU CAN !!

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *