محمد بوزفور يكتب: عاملة نظافة .. " تنظف مسارب " الديمقراطية الفرنسية ..!!

على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية يوم الأمس الأحد 19 يونيو بفرنسا ، تمكنت ‏السيدة راشيل كيكي ( 48 سنة ) من أصل إيفواري و عاملة نظافة بفندق - Ibis Batignolles - تنشط ضمن حزب اليسار ، من انتزاع مقعد في البرلمان الفرنسي بعد إطاحتها بوزيرة الرياضة السابقة -روكسانا ماراسيننو - في حكومة ماكرون .. و المنتمية إلى حزب " النهضة " الذي يقوده الرئيس..
انتصار استثنائي بكل المقاييس للديمقراطية عموما ..
وللنساء الفقيرات و المناضلات بوجه خاص فوق تضاريس الجوع والعوز والحرمان في كل بقاع العالم .. وهزيمة بنكهة مهينة لأصوات العنصرية المقيتة والمتعجرفة داخل منابر السياسة والإعلام الفرنسية وعلى رأسهم السيد إيريك زيمور ..و لكثير من الاسماء والوجوه ممن يتقيؤون دون واعز حضاري خطابات الكراهية والعدوانية والإقصاء ضد المهاجرين ..!!
.. انتصار جميل لأم لها خمسة أبناء .. تمثل النموذج المشرف للنقابية الملتزمة بقضايا المستضعفين والطبقة الشغيلة التي تئن تحت جشع الباطرونا .. و تعاني من إجهاض الحكومة الفرنسية لإمكانيات التعاطي مع مطالبهم الاجتماعية...
ودون حاجة للائحة وطنية خاصة بالنساء .. و دون نسب ارستقراطي عريق .. و في ظل كفاح مرير للحصول على الجنسية الفرنسية سنة 2015 .. وفي منأى عن الارتباط بالدولة.. و بعيدا عن سلطة المال .. استطاعت السيدة كيكي الإفريقية الجذور أن تحقق الحلم ..و أن تكسر الجليد .. وأن تنظف مسارب الديمقراطية الفرنسية .. وأن ترى نفسها اليوم محمولة على أكتاف الآلاف من الناخبين الفرنسيين من داخل صناديق الاقتراع مباشرة نحو قصر بوربون Palais Bourbon .. مقر الجمعية العمومية الفرنسية الواقع بباريس بالضفة الغربية لنهر السين .. !!
درس بليغ في الممارسة الديمقراطية يفتح باب الأمل واسعا أمام المجتهدين و النظفاء .. والمتوهجين بالثقافة والعلم من أبناء الهجرة ، من شأنه أن يمكن بعضهم من حجز ورقة الوقوف تحت الشمس و أمام المستقبل .. و من ولوج منطقة الاعتراف والاحترام والتقدير التي يستحقون !!..
بوزفور محمد