بوريطة في قمة النقب:لكل إسرائيلي أصول مغربية و استئناف العلاقات مع إسرائيل قناعة ملكية-فيديو

عقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني ببلينكن، ونظرائه من إسرائيل وأربع دول عربية، اجتماعا تاريخيا، يومه الاثنين، تتركز المحادثات خلاله على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويشارك في الاجتماع المنعقد في منتجع سديه بوكير، بصحراء النقب، كل من وزراء خارجية المغرب والإمارات والبحرين ومصر.

وعبّر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن دعم المغرب لحلّ سلمي للقضية الفلسطينية قائم على حل الدولتين، في إطار حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

وقال المسؤول المغربي إنّ “الحل ممكن للقضية الفلسطينية، إذ عبّر الملك محمد السّادس عن دعمه لحل الدّولتين، وهو حل من شأنه أن يحفظ أمن المنطقة ومصالح إسرائيل”.

وأورد بوريطة، متحدثا أمام وزراء خارجية الإمارات وإسرائيل ومصر والبحرين وأمريكا: “الولايات المتحدة الأمريكية شريك إستراتيجي مهم يمكن الاعتماد عليه في عملية السّلام”، متوقفا عند ما اعتبره “التزاما شخصيا من وزير الخارجية الأمريكي لرعاية السّلام في المنطقة”.

كما أوضح وزير خارجية المغرب أن “وجود المملكة هنا يبعث برسالتين؛ الأولى للشّعب الإسرائيلي، فخطوة عودة العلاقات ليست خطوة تتيح الفرص، وإنما تعبّر عن قناعة وعلاقات تاريخية بين المغرب وإسرائيل وبين الملك والمجتمع اليهودي، إذ إنّه لكل إسرائيلي أصول مغربية”، وزاد: “هذه ليست مزحة، هذا واقع”.


وخلال كلمته في أشغال قمّة النّقب التاريخية الأولى من نوعها، قال بوريطة: “منذ التوقيع الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وأمريكا حققنا الكثير من الزيارات المتبادلة وأطلقنا خطوط طيران مباشرة، وهناك زيارة رسمية ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين، من أجل تعزيز التواجد الدبلوماسي المغربي في إسرائيل”.

أما الرّسالة الثانية، التي تبعثها مشاركة المغرب في القمة، يضيف بوريطة، “فهي موجهة إلى المنطقة”، مردفا: “نحن نؤمن بالسّلام، وليس السلام الذي نتجاهل فيه بعضنا البعض، بل السلام المرتكز على القيم والمصالح المشتركة، وهو سلام يبعدنا عن الحرب”.

وتابع الوزير ذاته: “نحن هنا من أجل بناء دينامية إيجابية في مسار القضية الفلسطينية، ومن الدفاع عن قيمنا ومصالحنا المشتركة”، معلنا إدانة المملكة للهجوم الإرهابي الذي استهدف إسرائيل أمس الأحد.

وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي، اليوم الإثنين، مسؤوليته عن هجوم في شمال إسرائيل أسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة، حسب بيان نشرته وكالة “أعماق” الدعائية التابعة له.

 

وقُتل شرطيان إسرائيليان، مساء أمس الأحد، وقبل ساعات على انطلاق أعمال القمة، في هجوم بإطلاق النار وقع في مدينة الخضيرة، فيما أصيب آخرون.

وأعلن "تنظيم الدولة الإسلامية" المحظور، يومه الاثنين، مسؤوليته عن الهجوم الذي أشادت به كل من حركة 'حماس" الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة، وحركة "الجهاد الإسلامي" و"حزب الله" اللبناني.

وفي تطور ثان غير متوقع، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إصابته بفيروس "كورونا"، وذلك بعد ساعات من اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي، وعقدهما مؤتمرا صحافيا مشتركا بدون وضع الكمامات. لكن مكتب بينيت أكد أنه بصحة جيدة، ويواصل عمله من المنزل، وكما هو مخطط له.

وتأتي قمة النقب في وقت خيبت فيه دول الشرق الأوسط عموما آمال الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بسبب عدم اتخاذها موقفا حاسما إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير المنصرم.

كذلك، رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدانة الغزو الروسي، وذهب خلال لقائه مع بلينكن، مساء الأحد، إلى حد انتقاد الغرب، واتهامه بـ"ازدواجية المعايير، بشكل صارخ، رغم جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت حد التطهير العرقي والتمييز العنصري".

ومن المتوقع أن يلتقي عباس بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يومه الاثنين، في رام الله.

وقال بلينكن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع وزير الخارجية الاسرائيلي، يائير لبيد، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعتقد أن "العودة إلى تنفيذ الاتفاق النووي بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي"، ليعود إلى ما كان عليه قبل انسحاب واشنطن منه، في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، عام 2018.

وسبق لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن قال، أول أمس السبت، أن الاتفاق النووي مع إيران ربما سيوقع خلال أيام.

وتابع بلينكن: "عندما يتعلق الأمر بما هو أهم، فنحن على توافق تام. كلانا ملتزم ومصمم على ضمان عدم امتلاك إيران أبدا سلاحا نوويا".

من جانبه، أشار لبيد إلى "خلاف حول البرنامج النووي ونتائجه" مع واشنطن، "غير أن بيننا حوارا منفتحا وصادقا".

وأضاف: "ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة معا لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. لكن إسرائيل ستفعل ما تراه ضروريا لوقف البرنامج النووي الإيراني".

وعقب اجتماعه مع بلينكن، أعرب بينيت عن قلقه من أن تلبي الولايات المتحدة أحد شروط إيران لإبرام الاتفاق، والمتمثل في إزالة اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ومن الدوحة، أكد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، روبرت مالي، في مؤتمر صحفي، أن "الحرس الثوري الإيراني سيظل خاضعا للعقوبات، بموجب القانون الأمريكي".

وفي رام الله، ناقش بلينكن خطّة الحفاظ على الهدوء هذا العام، خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، وعيد الفصح اليهودي الذي يتزامن معه.

وأدّت التوترات التي شهدتها القدس الشرقية في شهر رمضان العام الماضي، إلى تأجيج النزاع، وتسببت بتصعيد دموي مع قطاع غزة استمر 11 يوما.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة منع الإجراءات من جميع الأطراف التي يمكن أن تثير التوترات، بما في ذلك التوسع الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تصريحات تشير إلى إدانة شخصية نادرة للجهود الإسرائيلية لتوسيع عدد المستوطنين اليهود.