نزل خبر ترشح رئيس الحكومة والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، بدائرة الرباط المحيط بالرباط، كالصاعقة على كل المرشحين وكل الأحزاب التي قدمت لوائحها بهاته الدائرة، حيثث أربك جميع الحسابات السياسية، ونسف جميع التكهنات السابقة.
لقد شكل العثماني مفاجئة قوية بإعلانه الترشح بدائرة الرباط المحيط، حيث لم يكن بتاتا ضمن الأسماء المقترحة بهاته الدائرة، التي كان من المنتظر أن تترشح فيها إحدى الوجوه النسائية لحزب العدالة والتنمية.
قرار "البيجيدي"، جعل العديد من الأحزاب السياسية تعيد النظر في مرشحيها بهاته الدائرة، فالحزب المغربي الحر أعلن عشية أمس الثلاثاء، عن ترشيح أمينه العام اسحاق شارية، بدائرة الرباط المحيط، وذلك فقط من أجل مجابهة العثماني.
كما أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قرر هو الأخر تأجيل الحسم في مرشحه، من أجل وضع اسم قادر على مجابهة العثماني وباقي المرشحين الأقوياء بالدائرة.
العثماني، الذي سبق وأن قاد لائحة "المصباح" في مدينة المحمدية، كان من المنتظر أن يقود لائحة الحزب في انتخابات 8 شتنبر، بإحدى دوائر إقليم أكادير، إلا أن الأمانة العامة و"لاعتبارات خاصة" حسب ما صرح به نائب العثماني سليمان العمراني تم اختياره بالرباط المحيط.
لقد احتل حزب العدالة والتنمية في انتخابات 7 أكتوبر لسنة 2016 الرتبة الاولى بدائرة الرباط المحيط، حيث حصل على مقعدين برلمانين من أصل 4 المتنافس عليهم، لكل من محمد الصديقي، وعبد اللطيف ابن يعقوب، بعدد أصوات بلغت 29531 صوت، أي بنسبة 44.16 من نسبة المصوتين.
العثماني ونظرا لانهيار شعبيته خلال الولاية الحكومية الحالية، بسبب القرارات التي أرهقت المواطنين، ونظرا لأنه لا تربطه أية علاقة بدائرة الرباط المحيط، فهل هو قادر اليوم على كسب مقعد برلماني بهذه الدائرة التي يصفها متتبعي الشأن العام بـ"دائرة الموت"؟.
وهل تم ترشيح العثماني دون دراسات ونقاشات؟ ما هي السيناريوهات الممكنة؟ سواء في حالة الفوز او الهزيمة؟ وما تداعيات ذلك على مستقبل العثماني ذاته وعلى حزبه؟