المغرب.. مركز بالنسبة لإفريقيا

يشكل المغرب، بوابة القارة الإفريقية، من خلال مؤهلاته الجغرافية والسكانية والثقافية والاقتصادية المتعددة، مركزا حقيقيا بالنسبة لإفريقيا ومصدرا للفرص للتنمية السوسيو اقتصادية للقارة.

فمن خلال حضور قوي واستثنائي في عدد من قطاعات النشاط بإفريقيا، تمكن المغرب من تعزيز موقع متميز في تكريس الجهود الرامية إلى تقوية العلاقات الاقتصادية، متيحا للقارة الإفريقية إمكانية تعزيز اقتصاد يوفر فرص الشغل للشباب، والتموقع كقوة اقتصادية رئيسية على الصعيد القاري.

وأبرز رئيس لجنة إفريقيا بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، عبدو ديوب، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لإفريقيا يوم 25 ماي الجاري، الدور الهام الذي يضطلع به المغرب باعتباره قوة إفريقية تشكل مصدر إلهام للتنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي بالبلدان الإفريقية.

القارة الإفريقية بصدد إنشاء سوقها الخاص من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي ستحولها إلى "سوق موحدة".

بهذا الخصوص، أكد ديوب أن الاستثمار بالقارة الإفريقية يشكل فرصة حقيقية بالنسبة للمقاولات المغربية، مشيرا إلى أن إفريقيا تزخر بشباب سيتضاعف تعداده بحلول سنة 2050، ما سيشكل مكسبا كبيرا للاستهلاك والتحضر.

وفي إطار مرحلة التعافي ما بعد جائحة كوفيد – 19، يضيف رئيس لجنة إفريقيا، ستشكل إفريقيا قارة لإعادة انتشار جميع المناطق، سواء كانت ذات قرب لوجستي أو صناعية بالنسبة لأوروبا وآسيا.

وأضاف أن المغرب واصل تأكيد هويته الإفريقية من خلال وضع القارة في قلب خياراته الاستراتيجية، عبر الانخراط في علاقة رابح – رابح ترتكز في الآن ذاته على التنمية الإفريقية ومقاربة المصالح المتبادلة.

من جهته، أبرز الخبير الدولي ونائب رئيس المؤتمر الأفريقي للمناجم والطاقة، أمين لاغيدي، دور المغرب باعتباره ليس فقط مركزا إقليميا وإنما أيضا قاطرة للتنمية السوسيو اقتصادية في إفريقيا، مسجلا أنه من خلال موقع المغرب كجسر بين الثقافات، يشكل التعاون المغربي الإفريقي فرصة لتطوير المنتوجات المصنعة في المغرب وإنشاء مشروع مشترك للعلامات التجارية الإفريقية.

وحسب لاغيدي، فالأمر يتعلق بالأساس بتعزيز وإضفاء الطابع الرسمي وحماية وترويح المنتوجات المصنعة في المغرب من خلال إطار مرجعي واضح وشامل وصارم بالنسبة لكافة من يرغبون في الاستفادة منها.

وأشاد في هذا السياق بالاستراتيجية الاقتصادية التي ينتهجها المغرب إزاء شركائه الأفارقة والتي تهدف إلى جعل المملكة مركزا إقليميا في خدمة التنمية المشتركة في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وهي الطاقات المتجددة والبنيات التحتية وقطاعات التمويل والأبناك. وغيرها من القطاعات.

وأضاف أن المغرب يتموقع بشكل جيد كمركز اقتصادي بين القارة الإفريقية وبقية العالم، بفضل علاقاته المتميزة مع أوروبا وانفتاحه على العالم وهويته الإفريقية.

وقال الخبير "نحن محظوظون لأننا نتوفر على بلد من الشباب. دعونا نحلم بالحلم الإفريقي ونغرس هذا الحلم في شبابنا. دعونا نستيقظ كل صباح للاشتغال بذكاء من أجل تحقيقه. الحلم الإفريقي سيبنى بسواعد النساء والرجال والشباب الذين سيعرفون كيف يترجمون مكامن الضعف والتهديدات الحالية التي تواجه قارتنا إلى فرص ونقاط قوة ".

ويشكل اليوم العالمي لإفريقيا، الذي يخلد ذكرى توقيع اتفاقيات منظمة الوحدة الإفريقية بتاريخ 25 ماي 1963، مناسبة لتعزيز التقارب بين الشعوب الإفريقية ويمثل شعار كفاح القارة الإفريقية برمتها من أجل التحرير والتنمية والنمو الاقتصادي.