"استقالة الأزمي" .. مزايدة سياسية مصيرها "الرفض"

أزمة إدريس الأزمي، رئيس برلمان حزب العدالة والتنمية، مع الأمانة العامة لـ"البيجيدي"، ليس وليدة اللحظة، ولكن بدأ الأمر منذ أشهر عندما قرر مغادرة اجتماع الهيئة بعدما هاجمه بعض من أعضائها، مباشرة بعد قراره تكوين لجنة سياسية حول مذكرة النقذ والتقييم، والدعوة لمؤتمر استثنائي .

 

تعليل الأزمي

تراكمات عديدة، داخل الحزب الإسلامي، ساهمت في استقالة رئيس فريقهم السابق بمجلس النواب، إدريس الأزمي، معللا قراره بالتغيرات والقرارات المتخدة مؤخرا.

البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية، يرى في استقالته الذي توصلت "بلبريس" بنسخة منها، أن المجلس الوطني للقوة السياسية الأولى في المغرب، بات فقط مكانا من أجل امتصاص الغضب لا أكثر ولا أقل، وهو الأمر الذي تبين جليا في اخر دورة له، تلك المتعلقة بـ"التطبيع" مع إسرائيل، وما واكب ذلك من غضب داخل الحزب الإسلامي، أدى إلى مجموعة من الاستقالات في صفوف الأخير .

الأمانة العام "تقرر"

مصادر خاصة لـ"بلبريس"، تشير إلى أن الاستقالة ستبث فيها الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الأسبوع المقبل .

وترجح ذات المصادر، أن مصير استقالة الأزمي لن تكون مخلافة لاستقالة عزيز العماري عمدة مدينة الدار البيضاء، أي ستقابل بـ"الرفض" .

ولم تسبعد المصادر ذاتها، أن تكون استقالة عمدة مدينة فاس، ليس إلا مزايدات سياسية على قيادة الحزب الإسلامي، وذلك من أجل الحفاظ على ماء الوجه، كما تقول مصادر .

استقالة سياسية

من جانبه يرى الباحث في العلوم السياسية، كريم عايش، في تصريح لـ"بلبريس"، "لم تكد عاصفة الانتقادات الموجهة لصاحب اشهر مقولة برلمانية في السنوات الاخيرة حتى اثار موجة من ردود الافعال والتغطيات الصحفية وسيلا من التساؤلات، فادريس الازمي الادريسي قدم استقالة سياسية لا يمكن ان تمر مرور الكرام وتفلت من غربال التحليل ومشرحة التدقيق السياسي، وهنا لابد من اقتران استقالته مع استقالة الرميد من حيث التوقيت والكيفية الدعائية، اذ اعتمد الاثنان مساء يوم الجمعة ليتم تسريب استقالتهما بنصهما الاصليين عبر وسائط التواصل الاجتماعي في سابقة لشخصيات من حجم رئيس مجلس وطني لحزب الحكومة ووزير يمارس مهامه حاليا."

كريم عايش يضيف في التصريح ذاته "ومهما تكن دلالة الحدثين الا ان استقالة ادريس الازمي تبرز لوحدها حجم اللغط الذي يعرفه تسيير الحزب و تصريف مواقفه وايضا الصدامات الخفية والعلنية التي تعيشها كل مكونات الاجهزة التقريرية، وان استحقت هذه الوثيقة اسما غير الاستقالة لسميت الديبشخي القنديلي، فرئيس المجلس الوطني ملأ رسالته بالتلميحات والاشارات، واغرقها في الغموض والرطانة واعطاها شحنة عاطفية واجتماعية كاذبة، اذ شحنت الرسالة بمعطيات أدبية حول مكانة الحزب ومبادئه وهويته وما يعرفه من انحناءه للاملاءات وعمله على تبرير القرارت المفروضة عليه والاتوجيهات التي تخالف توجهاته الاديولوجية".

 

بين السطور

 

"واذ يقف القارئ امام مفارقات عديدة تغرقه في غموض تفسير ما يحاول الازمي اخفاؤه بين السطور، لكن الاستنتاج الذي يمكن الخروج به من ثلاث صفحات من الجمل المكررة و التبريرات و هي، تحول الصراعات داخل الحزب الى حروب خفية طاحنة، تصدعات على مستوى الهياكل، وجود جناح راديكالي يصادم القياديين ويرفض انفتاح المغرب الدبلوماسي على اسرائيل، عودة الجدل الداخلي حول الادوار التاريخية للنواة الاولى للحزب وهي الجناح الدعوي والذي حقق اشعاعا نضاليا لمؤسسيه واعضاءه وعجل بقيام الحزب"، وفقا لعايش .

 

وخلص المتحدث " بروز توجهات داخلية قوية رافضة لتدجين التوجه التاريخي للحزب نحو حكومة اسلامية، وهو ما يؤشر بخلاف بين مكونات القيادة السياسية والتوجهات الملكية وبالتالي امكانية تجدد الخطاب السياسي الدعوي والعودة للاصول".