خرق الحجر الصحي وعدم استقرار الحالة الوبائية.. يفرضان امكانية تمديد ثان للحجر الصحي

امين الري

ظهور البؤر الوبائية وتزايد حالات الاصابة الجديدة، والمنحنى التصاعدي للإصابات اليومية بكل جهات المملكة، في الأسبوع العاشر من انتشار فيروس كورونا في المغرب، أربك كل استراتيجيات الحكومة وحساباتها التي كانت تستعد لاتخاذ بعض الإجراءات الأولية للرفع التدريجي للحجر الصحي وتخفيف حالة الطوارئ الصحية كما جرى ذلك عند من الدول، الامر الذي سيعيد الكثير من الامور إلى الوراء في ظل المنهجية الاستباقية التي نهجها المغرب منذ ظهور جائجة كورونا.

عدم  استقرار حالات الاصابات الجديدة  وحالات العدد الاجمالي وعدد حالات الوفيات مؤشرات سلبية على ان الامور ليست على احسن حال ، خصوصا بعد ان قفز عدد الإصابات الأسبوعية إلى 1160 إصابة، بعد أن انخفضت في الأسبوع الماضي إلى 845 إصابة مؤكدة، فيما سجل الأسبوعان الثامن والتاسع على التوالي رقمين قياسيين بـ1194 و1210 إصابات مؤكدة. وعرفت الإصابات اليومية، بدورها، تطورا مخيفا منذ الأربعاء الماضي، واستمر إلى صباح أمس (الاثنين)، بسبب اكتشاف بؤر وبائية بوحدات صناعية بثلاث جهات على الأقل، آخرها بؤرة عين حرودة بجهة البيضاء سطات، وأخرى بثكنات عسكرية ومؤسسات سجنية (طنجة1)، فيما تراجعت نسبيا البؤر العائلية والتجارية كما جاء في يومية الصباح.
قراءة المسؤولين المغاربة  لعدم استقرار الوضعية الوبائية، وارتفاع الإصابات المؤكدة، ابتداء من الأسبوع التاسع دفعتهم لاعادة النظر في الخطة التي وضعوها لرفع الحجر الصحي بعد 20 ماي وبدؤوا التفكير في عدم المغامرة باتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء حالة الحظر الصحي نهائيا او تدريجيا، تحسبا لاي تطور طارئ لهذا الوباء المخيف الوباء قد يتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح وإصابات بالآلاف، وضغط أكبر على البنيات الاستشفائية.

ووفقا ليومية "الصباح" في عددها ليوم غد الثلاثاء، يعد استقرار الحالة الوبائية وانخفاض العدد الأساسي للعدوى إلى ما دون 0.5 مؤشرين أساسيين، يساعدان الحكومات على بدء إجراءات رفع الحجر الصحي، الشيء الذي لم يتحقق في المغرب إلى اليوم، ما تظهره الحملات المكثفة على القنوات العمومية لدعوة المواطنين للالتزام بمنازلهم، وأيضا تلميحات رئيس الحكومة ووزير الصحة ومدير مديرية علم الأوبئة في عدد من تصريحاتهم.
وبدأت بوادر الخوف من المرحلة المقبلة تدب في أوصال أعضاء في الحكومة أنفسهم، ضمنهم سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والناطق الرسمي الذي نشر، مساء أول أمس (الأحد)، رسما مبيانيا حول تطور الوضعية الوبائية في المغرب، مستعملا عبارات الأسف والتحذير في التعليق عليه.
وقال أمزازي “للأسف٬ وكما يظهر جليا في هذا الرسم البياني٬ لسنا بعد في مأمن من هذا الوباء، كنا نظن في الأسبوع الماضي٬ أن الحالة الوبائية ببلادنا في تحسن، وأننا نبتعد شيئا فشيئا عن مرحلة الخطر، وأننا نتحكم في وضعية الوباء بشكل جيد، لكن يجب على كل المغاربة أن يستوعبوا أن المعركة لم تنته بعد”.
وأضاف الناطق الرسمي “لقد حققنا الكثير وتفادينا الأسوأ بتضامن الجميع، فلنواصل إذن في هذا الصمود ضد الفيروس، ولكل المغاربة نقول لنتعامل جميعا وفي آن واحد بوعي وبمسؤولية وبمزيد من الالتزام بالحجر الصحي، وبتطبيق للإجراءات الوقائية والاحترازية، وإلا فلنتحمل كلنا المسؤولية”.
وتمهد هذه التصريحات إلى قرار جديد لتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية إلى ما بعد 20 ماي الجاري، وهي المدة التي أقرتها الحكومة في 19 أبريل الماضي، بعد فترة أولى من الحجر امتدت شهرا بين 20 مارس و20 أبريل الماضيين.
وتحسم الحكومة، الاثنين المقبل، في موضوع التمديد، إذ توقعت مصادر شبه موثوقة أن تضاف فترة جديدة تتراوح بين أسبوعين و20 يوما، وتنتهي في 10 يونيو المقبل تخوفا من اي طارئ في ظل عدم الالتزام بالحجر الصحي، وعدم تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية خصوصا في المعامل والمصانع والمتاجر والتجمعات والاسواق بالاحياء الشعبية وبالتجمعات العائلية.