قال القيادي بحزب النهج الديمقراطي، والكاتب الوطني للأخير، عبد الله الحريف إن اليسار المغربي يعاني من أعطاب مختلفة، من بينها الضعف الكمي لتنظيماته المختلفة، وضعف ارتباطه بالطبقات والفئات والشرائح التي من المفترض أنه يمثل مصالحها، إضافة إلى ضعف ارتباطه بالنساء رغم أنه يدافع عن المساواة التامة بينهن والرجال.
ويضيف الحريف في مقال نشره الموقع الرسمي لـ"النهج الديمقراطي" :"ذا كان من العادي والطبيعي أن يتواجد في اليسار تياران أساسيان (تيار جذري وآخر إصلاحي)، فلماذا ينقسم كلا التيارين إلى عدد من المنظمات عوض البحث عن ما يوحد؟” معتبرا أن اليسار يعيش اليوم نوعا من "التشردم" .
ويشير الحريف إلى أن اليسار في المغرب يتواجد بشكل وازن في منظمات جماهيرية حقوقية ونقابية لا يستهان بها، فهو يقود أكبر جمعية حقوقية بالمغرب وإفريقيا والعالم العربي، هي “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، ويقود مركزية نقابية (الكنفدرالية الديمقراطية للشغل) ونقابات أساسية (الجامعة الوطنية للفلاحة والجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية والنقابة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي)، لكن هذه التنظيمات النقابية والحقوقية تتسم بتقلصها، كما أنها تشكل ميدانا للصراع على المواقع بين قوى اليسار، عوض أن تكون ميدانا للتنافس على خدمة مصالح الجماهير الشعبية والتقارب وتطوير القواسم المشتركة.
وشدد الحريف على أن اليسار المغربي يعيش عزلة جماهيرية حيث لا تؤدي نضالاته المتعددة إلى توسيع صفوفه، ودعا إلى العمل “على بناء جبهة واسعة للتخلص من المخزن باعتباره عقبة أمام أي تغيير لصالح الشعب، جبهة تضم كل المتضررين، من استبداد وافتراس وفساد المخزن، مهما كانت مواقعهم الطبقية ومرجعياتهم الفكرية”.