ماهي الدروس المستقاة مغربيا من الانتخابات التشريعية في تونس

الدرس الأول، نجاة النهضة بصعوبة ،فالنهضة فقدت أكثر من خمسين بالمائة من مقاعدها في ظرف اقل من تسع سنوات حيث فقدت 49 مقعد ا وتراجعت مابين 2014و2019 ب 29 مقعد ،فالتراجع السريع واضح لاحزاب الاسلام السياسي في تونس ،مقابل ذلك شهدت كل الأحزاب التقليدية تراجعات كبيرة حيث يمكن الجزم أن حزب نداء تونس يسير نحو الانقراض من المشهد السياسي ، ونحتاج في المغرب إلى قراءة هذا التراجع الكبير للاحزاب السياسية، حيث يبدو واضحا من الان أن حزب العدالة والتنمية سيعرف تراجعا كبيرا نتيجة اخطائه في التدبير وسيشمل هذا التراجع باقي خلفائه في الأغلبية الحكومية ، وقد تنقرض أحزاب موجودة في اغلبية العثماني خلال التشريعيات المقبلة .
الدرس الثاني ، معدل المشاركة، حيث أن التونسيون يعرفون في سلوكهم الانتخابي نوعا من المزيج بين التصويت العقابي والانتقامي، فاختيارهم لقلب تونس الذي بدأ كجمعية وتحول لحزب يقوده شخص في السجن يدل على نوع من الانتقام من كل الأحزاب التقليدية ،كما أن تصويتهم على المستقلين يعد تعبيرا عن نوع من العقاب لكل الأحزاب السياسية ،ويجب الانتباه أن السلوك الانتخابي المغربي كان انتقاميا في الانتخابات التشريعية السابقة ،انتقام استفاذ منه العدالة والتنمية ولكن المعادلة ستكون مختلفة في الانتخابات القادمة.
الدرس الثالث ، معدل المشاركة الانتخابية الذي نزل بسرعة كبيرة في ديمقراطية ناشئة، ولكنه يحمل لنا إشارة سياسية هي نجاة حزب النهضة بصعوبة رغم ضعف المشاركة الانتخابية، فمعادلة اكتساح الأحزاب الإسلامية لانتخابات ضعيفة أو متوسطة المشاركة لم تعد معادلة صحيحة،
الدرس الرابع ،لجوء النهضة إلى خطاب ديني دعوي بعد شعورها بالأزمة أثناء الحملة الانتخابية، كما يعني أن شعور الأحزاب الإسلامية بالتراجع سيعيدها إلى نقطة البداية بالعودة إلى توظيف الدين في السياسة ،وسيظهر هذا أمامنا خلال الأشهر المقبلة .
وفي جميع الحالات،ورغم اختلاف التجارب، فإن تأثير الانتخابات التونسية سيصلنا ،خاصة وأن التجربة السياسية المغربية لما بعد 2011 ارهقها التحالف التصارعي القائم بين حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار اللذان يتحملان مسؤولية التدبير الحكومي ، و من الواضح أن الخلل في التدبير سيزداد خلال ماتبقى من الزمن الفاصل عن التشريعيات المقبلة .