اسليمي :أحسن سيناريو في التعديل الحكومي:خروج التجمع الوطني للأحرار إلى المعارضة

شكلت قضية التعديل الحكومي المنتظر مادة دسمة لعدد من القراءات والمقاربات والتأويلات مقابل صمت المعنيين بالامر، وأقصد قادة الاحزاب السياسية المشكلة للحكومة التي تخرق حقا دستوريا يتعلق بحق المواطن الوصول الى المعلومة حول موضوع يشغل الرأي الوطني العام منذ الخطاب الملكي الاخير الا وهو التعديل الحكومي المرتقب .

صمت دفع رجال الاعلام والسياسين والباحثين لتقديم قراءات متعددة حول التعديل الحكومي المنتظر مع عرض عدة سيناريوهات ممكنة ، ومن بينها نطرح سيناريو الدكتور عبد الرحيم منار اسليمي الخبير في الشأن السياسي والحزبي الذي يقترح بـأن أفضل سيناريو ممكن في التعديل الحكومي المقبل هو خروج حزب الحمامة للمعارضة وترك حزب المصباح  لوحده في الحكومة في تدبير الشان العام لكي لا يتحمل حزب اخنوش ضعف الاداء الحكومي  للحكومة التي يقودها امين عام حزب المصباح . وهذا نص المقال للدكتور منار اسليمي كما توصلت به بلبريس.

ونحن ننتظر نتائج التعديل الحكومي الموعود ،فإن احسن سيناريو للمكاشفة في اتجاه الانتخابات التشريعية المقبلة بعد سنتين يتمثل في  معرفة من المسؤول عن العمل الحكومي الضعيف والأخطاء الوزارية الكثيرة، هل هو حزب العدالة والتنمية ام حزب التجمع الوطني للأحرار؟ فكل منهما ظل يشتكي من الثاني طيلة الفترة الثانية من حكومة بنكيران وطيلة منتصف عمر حكومة العثماني، ويبدو أن الوقت ملائم جدا لكي يخرج التجمع الوطني للأحرار اذا فهم هذا السيناريو جيدا ،ليتركنا أمام العدالة والتنمية في الحكومة لنستطيع تحديد المسؤولية عن الضعف الحكومي، فإذا كان وزراء الاحرار يحملون المسؤولية لحزب العدالة والتنمية في طريقة تدبيره للعمل الحكومي وبعض القطاعات التي يديرونها فعليهم مغادرة الحكومة والذهاب إلى المعارضة، أنها لحظة مكاشفة ستكون محددا لنتائج الانتخابات المقبلة ، اننا ننتظر تعديل حكومي بهذا السيناريو وليس تغييرا في أسماء الوزارات أو تغييرا في تولي القطاعات، فالقضية أكبر لأنها تتعلق بصراع ثنائي بين حزبين في الأغلبية ظلا يحملان المسؤولية لبعضهما البعض ويتبادلان الاتهامات ، أحدهما يجب أن يغادر الحكومة ،ومادام العدالة والتنمية لا يمكنه ذلك لكونه يتولى قيادة الحكومة ، فالمطلوب من التجمع الوطني للأحرار المبادرة ومغادرة الاغلبية وترك قطاعات الفلاحة والمالية والشبيبة والرياضة وغيرها لحزب آخر يختاره العدالة والتنمية لنستطيع تقييم من المسؤول عن ضعف العمل الحكومي ،لا أعرف هل يمكن للتجمع الوطني للأحرار القيام بهذه المغامرة ؟وهل سيتركه العثماني يغادر دون التمسك به؟ اننا في حاجة لهذا السيناريو  ليتضخ أمامنا المسؤول عن الخلل بكل وضوح .