على مدار عام كامل خاض الفلسطينيون في قطاع غزة أكبر مسيرة شعبية عرفها التاريخ الحديث، على طول الحدود الشرقية مع الأراضي المحتلة عام 1948، رافعين مطالب بالعودة إلى ديارهم المحتلة، ورفع الحصار الإسرائيلي المستمر عليهم.
واستنهض الفلسطينيون أنفسهم بمختلف توجهاتهم السياسية، وأعمارهم، ونسائهم ورجالهم، للمشاركة في تلك المسيرة من اليوم الأول لها في 30 مارس 2018، إذ خصصوا كل جمعة من نهاية الأسبوع للمشاركة فيها.
وشكلت الفصائل هيئة لتنظيم مسيرات العودة، والإعلان عن تحركاتها، ومسميات كل جمعة لها، وإمداد الوسائل الإعلامية بالإحصائيات وأعداد المشاركين فيها، وأماكن تجمُّعهم، وأهداف تلك المسيرات.
ومنذ الأيام الأولى للمسيرات، قمعها الاحتلال الإسرائيلي على طول الخط الفاصل، مستخدماً الرصاص الحي والمطاطي، والغاز المسيل للدموع، حيث استشهد أكثر من 251 فلسطينياً، وأصيب 6 آلاف آخرون، وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة.
واكتسبت مسيرات العودة زخماً كبيراً، من قوة المشاركة الشعبية فيها، وهو ما أسهم في نقل صورة مؤثرة إلى العالم الخارجي بأنه داخل قطاع غزة يوجد أناس أنهكهم الحصار، ونال منهم؛ وهو ما دفعهم إلى التدفق بالآلاف باتجاه الحدود مع الأراضي المحتلة.