سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على نتيجة الانتخابات الرئاسية الجزائرية اليت أجريت يوم السابع من شتنبر الجاري، وقالت إن نسبة مقاطعة الانتخابات الذي فاز بها عبد المجيد تبون بنسبة 94.65٪ من الأصوات، تظهر هشاشة قاعدة السلطة الجزائرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش الذي أعقب الإعلان عن النتائج زاد من نسبة الشك في مصداقية العملية كلها، إذ أعلنت سلطة الانتخابات عن نسبة مشاركة “غامضة” بلغت 48.03٪، على الرغم من أن النسبة بين إجمالي الأصوات المدلى بها (5.63 مليون) والناخبين (24.35 مليون) تظهر نسبة 23٪، أي نسبة منخفضة مرتين، وفق ما أوردته “لوموند”.
وقالت إن نسبة 94.65٪ من الأصوات المنسوبة لتبون ليست كافية لإخفاء هشاشة العملية، وهي التي كان من المفترض أن تعزز نظام هزته انتفاضة الحراك السلمية في 2019، وتعطي قوة لنظام فقد توازنه بسبب التغيرات في المجتمع الجزائري والتغييرات في المحيط الإقليمي للجزائر.
وأضافت أن تزوير النتائج كان واضحا لدرجة أن مديري حملة المرشحين الثلاثة في السباق الانتخابي بما في ذاك حملة تبون نفسه نددوا ب “التناقضات” و “المخالفات حول الأرقام التي نشرتها لجنة الانتخابات.
وأصدرت مديريات الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة، لرئاسيات 07 سبتمبر 2024، مساء الأحد، بيانا انتقدت فيه النتائج المعلن عنها، وسجلت تناقضا وغموضا وتضارب الأرقام التي تم تسجيلها مع إعلان النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية من طرف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، في محاولة لستر فضيحة الأرقام المضخمة حول نسبة مشاركة الجزائريين في انتخابات “العسكر”.
وقالت الصحيفة إن النقاش حول نسبة المشاركة بالغ الأهمية، لأنها مقياس لشرعية الرئيس المعاد انتخابه. إذ إنه في عام 2019، بالكاد شاركت نسبة 39٪ من الناخبين الجزائريين. ومع ذلك ، بعد خمس سنوات، يبدو أن السخط قد تفاقم، حيث انخفض معدل الإقبال إلى 23٪، وهي أرقام تكشف زيف الرواية الرسمية حول استعادة البلاد وحدتها حول زعيم قادر على قيادة الجزائر.
وكتب السياسي الجزائري عبدالرزاق مقري على صفحته بمنصة “إكس”: “تضخيم نسبة المشاركة في هذه الانتخابات لم يعرف لها ربما مثيل في تاريخ الانتخابات في الجزائر، من 26 إلى %48 في ثلاث ساعات، أي وكأن ملايين الحزائريين تحركوا بقدرة قادر بشكل مفاجئ، لم ير أحد هذه الحشود”.
وأضاف زعيم حركة مجتمع السلم الجزائرية سابقا في تغريدة قام بحذفها لاحقا: “لم يكن تبون في حاجة إلى التزوير فقد تجاوز منافسيه فعليا أضعافا باعترافهم انفسهم، ولكن تزوير نسبة المشاركة تلغي مصداقية الانتخابات كلية”.