رغم أن الأرقام الرسمية المتعلقة بعدد معتنقي المسيحية في المملكة المغربية غير متوفرة، سوى تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية، التي حصرت عددهم بين ألفين وستة آلاف شخص، إلا أن حوار كبير أساقفة الرباط، مع وكالة “إيفي” كشف أكثر من هذا العدد بل أضعافه.
وقال رئيس أساقفة الرباط، الإسباني كريستوبال لوبيز، إن المهاجرين، هم بالضبط الذين يشكلون في السنوات الأخيرة، غالبية التابعين للكنيسة الكاثوليكية في المغرب، والذين يشكلون حوالي 30 ألف شخص، من “أكثر من مائة جنسية”.
المسيحيون التابعون للكنيسة المغربية بالرباط، غالبتهم من الرجال، حيث يسجلون نسبة أكثر من النساء، ومن الشباب، ذوي (متوسط العمر 35 عامًا) والسود أكثر من البيض”، حسب وصف رئيس الأساقفة، في إشارة إلى المستعمرات الواقعة جنوب الصحراء، التي غيرت في العقدين الأخيرين، وجهتها إلى الكنيسة في المغرب.
ونفى لوبيز أن تكون الكنيسة تشجع بأي حال من الأحوال على الهجرة، “نحن لا نشجع الهجرة إلى أوروبا، أو نمنعها، نحن لا نتعاون مع أولئك الذين يريدون الوصول إلى أوروبا، لكننا لن نتصرف كحاجز أمام تلك البلدان”.
وقال رئيس الأساقفة، إن الكنيسة في المغرب، تتبع الإجراءات الأربعة التي طلبها البابا للمغتربين، الترحيب بهم، حمايتهم، تعزيزهم وإدماجهم في المجتمع، كما أوضح الحبر الأعظم فرانسيس في رحلته الأولى إلى جزيرة لامبيدوزا.
وذكر رئيس الأساقفة أنه فيما يتعلق بالإسلام ، “يصر البابا دائمًا على بناء الجسور بينما يرغب الكثيرون في بناء الجدران”، لأن “المسلمين والمسيحيين ليسوا أعداءً أو خصومًا، ولا نتنازع سوقًا دينيا، لكننا إخوة ومؤمنون بإله واحد حقيقي”.
وفيما يتعلق برحلتين تم متابعتهما عن كثب إلى الدول الإسلامية (واحدة من الإمارات العربية في يناير والأخرى إلى المغرب)، يدرك لوبيز أن “هناك نية واضحة من البابا فرانسيسكو، لصالح الحوار بين الإسلام والمسيحية، لتوحيد الجهود للعمل من أجل تحقيق السلام وعالم أفضل”.
وبهذا المعنى، تقول “إيفي”، فإن الاجتماع الذي سيعقده فرانسيسكو، بصفته رئيسًا للكنيسة المسيحية، مع الملك محمد السادس، الذي جعله لقب “أمير المؤمن”، قائدا للمؤمنين، أي الزعيم الديني لشعبه، لكل من المسلمين والمسيحيين والأقلية اليهودية.
و"لا يتهرب رئيس الأساقفة من مسألة المسيحيين المغاربة الشائكة، التي لا يعترف بها القانون، لكنه يذكر أمرين واضحين: أولاً ، حق أي مغربي في التحول، “لا يهمنا، إنها قضية داخلية لهذا الشعب”.
وبالإضافة إلى ذلك، في الكنيسة -قال المصدر ذاته، “لا نريد الإعلان، وإلا قمنا بزيادة عدد الموظفين أو زيادة عدد العملاء، فهدفنا هو بناء ملكوت الله”.
ويضيف في ذات الصدد، لقد أوضح آخر باباوات أن “المسيحية تنتشر عبر الجاذبية”، وليس من خلال التبشير، (نشاط يعاقب عليه القانون المغربي بالسجن إذا كان التبشير المسيحي).
وفي واقع الأمر، فإن المغاربة يعتنقون المسيحية التي تمارس في كل عقائدهم الإنجيلية، ويلتقون في “الكنائس المحلية”، بتسامح معيّن من السلطات، الذين من ناحية أخرى لا يعترفون بحق تغيير أسمائهم، أو إعفاء أطفالهم من التربية الإسلامية في المدارس.
ويطرح رئيس أساقفة الرباط السؤال، ويتجنب أي نقد يمكن تفسيره على أنه سياسي، “أنا مرتاح لأن المسيحيين في المغرب يمكنهم العيش بسلام وهدوء وممارسة عقائدهم بحرية تامة”.