كتب الأمين العام لمجلس الجالية، عبد الله بوصوف، تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، حول الأحداث الإرهابية بنيوزلندا، والتي أودت بـ50 قتيلا مسلما، نفذها "إرهابي" بدم بارد وهو يصور جريمته النكراء.
وضمن "بوصوف" في تدوينته تساؤلات حول الأسباب الحقيقة للكراهية والحقد التي يحملها بعض المسلمين وغير المسلمين.
وجاء في تدوينة الأمين العام لمجلس الجالية:
الأحداث الإرهابية التي وقعت، وضربت مسجدين نيوزيلاندا والتي راح ضحيتها ما يقرب من50 مسلما على يد سفاح مجرم تفرض علينا جميعا، مسلمين، وغير مسلمين، الوقوف مليا عندها بغية الفهم الحقيقي الأسباب الحقيقية للكراهية والحقد لدى الطرفين.
بالأمس ضرب الإرهاب الأعمى مجموعة من الدول، وكان ذلك بأيدي من ينسبون أنفسهم للإسلام على الرغم من أن أغلبية الضحايا كانوا من المسلمين، واليوم يضرب الإرهاب باسم من ينسب نفسه إلى المرجعية المسيحية اعتمادا على الأحداث التاريخية التي سردها في رسالته التي تفوق سبعين صفحة.
ماهي الأسباب التي تجعل هذا الاستغلال البشع للدين لدى الطرفين من طرف المجرمين والسفاحين والقتلة؟
ليس الوقت مناسبا لرمي المسؤولية على بعضنا البعض وتبادل الاتهامات، وإنما جاء الوقت لتحمل المسوؤلية بصفة مشتركة والوقوف صفا واحدا لمواجهة هذه البربرية المقيتة.
إن المسؤولية الأخلاقية المشتركة تفرض علينا مجموعة من المواقف الأولية التي لا تقبل الانتظار:
1- الرفض المطلق لكل خطاب يدعو للكراهية وإقصاء الآخر.
2- أن لا نجعل من ممارستنا الدينية ثقلا على الآخر.
3- العمل على رفع العوائق الابستمولوجية التي تحول دون فهمنا لبعضنا البعض.
4- تعميق التعارف المبني على المعرفة، وليس على تخيلاتنا حول الآخر.
5- التأكيد على أن الأديان، لم تأت لتفرق وإنما اتت تؤكد نفس القيم الإنسانية الجامعة. عدم تقديم أنفسنا كبديل عن الآخر وإنما مكمل له.
6- إنتاج إعلام يثمن المشترك بين الأديان وأن لايسعى فقط وراء تحقيق بعض الأرباح التي تحققها المبيعات عند كل حادث إرهابي.
7- ان نجعل من المدرسة فضاء وحاضنة لنشر قيم التسامح والمحبة والعيش المشترك.
8 - أن لا نجعل من الدين أداة سياسية وايديولوجية.
9 - بناء قراءات رصينة، وعلمية للتاريخ المشترك، وتبيان عناصر الإيجابية التي تغلب عليه.
10- لا بديل لدينا اذا اردنا الاستمرار في العيش في هذا الكون، إلا بالقبول، والاحترام لبعضنا البعض ابتداء وانتهاءا.
لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، والاكتفاء بإصدار البيانات المنددة بعد كل عملية إرهابية، سواء صدرت عمن ينسب نفسه إلى هذا الدين أو ذاك، وإنما يجب أن نتحرك بصفة جماعية مسؤولة للقضاء على هذا الورم الذي ينخر جسم الإنسانية، وأصبح يهدد الإنسان في إنسانيته.